صحيفة المثقف

ألوِّحُ لنورِ السَّماءْ

حسن حصاريوَها قد انهارَتْ

 مِنْ جَديدٍ

 كلُّ تراتيلِ الإنتظارْ

على صَخرِ الضَّجرِ الطوِيل.

وانكسرتْ فينا أوثارُ القيثارةِ

وَخَبى صَوتُ النايْ.

فلمْ تعُد تسْمعُ للهفاتِ الفاتِنةِ

هُنا وهُناك ...

وَتلكمُ الزغاريدُ الموؤودة

والضَّحكات،

غيرَ أنينِ الشجنِ والأسى ..

بِملإ الزفيرْ.

وَياهلعِي حِينَ يَسْكنُ

ارتِيابِي،

صَدرَ الخُطوَاتِ

حِينَ تتحَسَّسُ أنفاسِي

هَبَابَ هذا الرَذاذَ ...

فلا عَادتْ أنامِلي فَراشة

تَحُط عَلى الأغصانْ.

وَلا نَظرَاتي أمَلا،

يَعلو عَلى الشكِّ

بِاليقينْ.

 

فلم تعُدْ لِلكلماتِ  ..

لغة الفرَحِ وَالأغنِياتِ.

لمْ تعُد ظِلالنا أقلَّ حُزنا

مِن أحزانِ أعْيُنٍ،

ألهبَها وَخزُ السَّهرِ

عُبورَ مَسافاتِ نشوةَ الشوْقِ

لِمَوج البَحرِ ورملهِ،

لِرَائحةِ الترابِ

لقهوَةِ على الرَّصيفْ

لتيه طويل في الطرقاتْ،

لِلقاءِ نبضِ قلوبِ

غَذتْ جَمرا؛

 فينا يلتهبُ

خَلف صَمتِ نوافذِ الأحزانْ،

وزوايا حجرْ.

لِعطرِ نَدى زَهرةِ صَباحٍ

يُشرِقُ بِالضياء.

فلستُ وَحيدا مَنْ يُلوحُ

لِنورِ السَّماءْ.

***

حسن حصاري

ماي 2020

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم