صحيفة المثقف
لي حق في الحياة
قفي يا حياةُ
قفي واحضنيني قليلا
**
أنا لم أمارسْك ِ بعدُ
رأيتك ِ عن بعد ِ
حلماً جميلا
**
إلى أين ذاهبة ٌ؟
لمَ هذا الجفاءُ؟
أنا لم أمارسْك ِ بعدُ
أضعتُ إليكِ السبيلا
**
تمادت عليَّ الذئابُ
أنا من رأى الموتَ والقهرَ والنكبات ِ
فكيف تولينَ مدبرةً
لمَ هذا الجفاءُ ؟
أيرضيك ِ أن تتركيني قتيلا؟
**
دعيني أحاول وقفَ الفناءَ
أريد اختلاسك حتى النخاع ِ
فهلا التفتِّ إلىَّ قليلا
**
أنا لم أمارسْك ِ بعدُ
احضنيني،
وغطي جراحي
عشقتك ِ عن بُعدِ دهرا طويلا
**
أنا ما عرفتُك ِ
ما ذقتُ طعمَكِ
ما نلتُ منكِ
سوى غدر أهلٍ
سوى ملح دمعٍ
وحرقةَ شوقٍ
وخيبةَ ظنٍّ
قضيت السنين أشيّدُ حلماً
وفي لحظةٍ هدموه
أنا لم أنل فيك يوما جميلا
**
فهلا انتظرتِ قليلا
أنا تهتُ عنكِ
أضعتُ إليكِ السبيلا
**
يقولون طعمك حلوٌ
ولونك أحلى
فلا تحرميني
أنا كم وددتُ إليكِ الرحيلا
أنا كم طويتُ الفيافي عليكِ
أنا ما ظننتُ المدى مستحيلا
**
فضيّعتُ روحي لأبني خرابا
وأصنعُ جيلا يبدّلُ جيلا
**
قفي با حياةَ
قفي لا تولي
أريدكِ ،
أهواكِ مهما تمادى نزيف جراحي
فلي فيكِ حق
سآخذهُ رغمَ هذا النزيفِ المخيفِ
ولن أرتضي عن سواه بديلا
***
حسين فاعور الساعدي