صحيفة المثقف

حوض أوروك النذري

عمار حميديعتبر حوض أوروك النذري احد أهم القطع الاثرية المنحوتة التي عثر عليها في مدينة أوروك السومرية التي تقع في بلاد وادي الرافدين (العراق حاليا) وهي حاليا جزء من مجموعة مملوكة للمتحف البريطاني منذ عام 1928 وهذا الحوض يشكل مع أناء أوروك النذري (المملوك للمتحف العراقي) احد أقدم اشكال فنون النقوش البارزة ذات الطابع الحكائي حيث يعود تاريخها من (3000 الى 3300) سنة قبل الميلاد ضمن فترة أوروك التاريخية.

التاريخ والاكتشاف

تم اكتشاف الحوض في مدينة أوروك احد المدن السومرية ومن ثم البابلية القديمة الواقعة شرق نهر الفرات في جنوب العراق وخلال فترة أوروك التاريخية كانت مدينة أوروك احد اهم واكبر المدن في جنوب بلاد مابين النهرين حيث كانت تمتد على مساحة تقدر بـخمسة كيلومترات مربعة.

لفترة طويلة كانت السلطة الحاكمة في اوروك بيد التجمعات الدينية في المعابد  الى ان أتت الفترة التي حكم فيها الملك كلكامش واستلم زمام الأمور والذي قام ببناء مبانٍ جديدة وأسوار ضخمة للمدينة.

من المحتمل ان حوض أوروك كان يستخدم للأمور العبادية والدينية في احد معابد المدينة ومن المحتمل ايضا انه كان مكرسا لطقوس عبادة الآلهة أينانا ، ولم تعرف على وجه التحديد الظروف التي تم فيها اكتشاف الحوض لأنه قد تم شراؤه من قبل المتحف البريطاني وبدعم من صندوق جمعية الفنون الوطنية البريطانية عام 1928 وكان ذلك قبل ان تباشر الجمعية الشرقية الألمانية بأعمال التنقيب في أوروك.

وصف حوض أوروك

صُنع الحوض من مادة الحجر الكلسي ويبلغ طوله تقريبا مترا واحدا بتحدب واسع عند نهايتيه، كما وتوجد بعض القطع المحطمة لهذا الحوض لدى متحف الشرق الأوسط في برلين بألمانيا.

على الرغم من شكله الذي يشبه حوض الشرب الا انه من غير المحتمل انه كان يستعمل لذلك الغرض لأنه في هذه الحالة فأن النقوش لن تكون ماثلة للعيان من قبل من سيستخدمه للشرب آنذاك ، لذلك فالأكثر احتمالا انه كان يستخدم كصورة ونوع من انواع العبادة في معبد (أينانا) الآلهة الرئيسية في بلاد مابين النهرين قديما.

تُظهر النقوش الموجودة على الحوض قطيعا من الخراف والنعاج وهي تقترب من مبنى مصنوع من القصب مشابه جدا للبيوت التي يعيش فيها عرب الاهوار في جنوب العراق فيما حملان صغيرة تخرج من المبنى.

لغاية الآن لم يستطع خبراء الآثار تفسير ما ترمز او تشير اليه هذه النقوش مع ان حُزم القصب في الأبنية استخدمت بعد ذلك كرمز للآلهة (أينانا) وربما تشير النقوش ايضا الى خصوبة الأرض المرتبطة بحماية هذه الآلهة.

 

عمار حميد مهدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم