صحيفة المثقف

أوانُ اللسعِ والكَدَمات

احمد الحليعلى مَهَلٍ

أشربُ نخبَكِ

المُترَعَ بالكيدِ

لا لكي أثمَلَ ولكن

لأختبرَ عُمقَ الهاوية

 

تُمسِكُ يدُكِ بقدَحٍ فيه ماء

يتحطمُ القدحُ ويتبخّرُ الماءُ

بعد حينٍ

ولكنّ اناملَكِ

تبقى عالقةً فيهما

كذكرى وعزاء

 

أريدُ لموعدِ لقائي بكِ

أن يكونَ كوعدِ الربيعِ

لنبتةٍ ضامرة

لا كما يتلقّى الثرى وعداً

من غيمةٍ عابرة

 

سيكونُ بوسعي

أن أعدوَ مع الذئابِ

أسابقُ الريحَ

وأنتِ بقربي

وإذا إبتعدتِ

فسيصيرُ العكّازُ

رفيقَ دربي

 

مثلَ نحلةٍ تحومُ

حولَ وردةٍ

تبتغي أن تملأَ

سلّتَها بالرحيق

كذلك تحومُ شفتايَ

فوقَ وجهِكِ

حتى يحينَ

أوانُ اللسعِ والكدَمات

  

أذهبُ لموعدِ لقائي بكِ

وقلبي مَليءٌ

بالخوفِ والتوجسِ والترقّبِ

تمرّ الدقائقُ ثقيلةً

وأنا معلّقٌ

بينَ الأرضِ والسماء

بينَ اليأسِ والرجاءِ

ثمّ فجأةً تنبثقينّ أمامَ عيني

كأسطورة

***

أحمد الحلي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم