صحيفة المثقف

الكتابة بين حاجة النفس وحقيقة المعرفة

عقيل العبودفي زمن الكورونا إندفع الكثير من الكتاب، والمثقفين لمزاولة حرفهم عبر الإنترنت، وخير الحرف هي صنعة الكتابة، خاصة عندما تكون نابعة من قلب نقي، وروح صادقة.

هنا ومن باب التذكرة، المشاعر هي الحافز، وهي المفتاح الى دهاليز النفس، هذه التي عادة ما تفتح ابوابها لإستقبال هذا العالم المكتنز بمفردات المعرفة والعلوم، إضافة الى تجارب الأدب، والمجتمع، والتاريخ.

لهذا، وبين تنامي هاجس البحث عن الكلمات، وإتساق ما يجول في النفس، والعقل، يصبح اختيار الموضوعات من الضرورات التي تفرض نفسها، لتمارس طقوس إنتمائها الى المشهد، والصورة،  كما هو ارتباطها بمفردات العلم والأدب.

لذلك ونظرا للأهمية يصبح للكلمة منبراً، وهذا المنبر به يمكن ان تتنفس الكلمات، وبه أيضا ترتقي الروح، هذا الكيان الغارق بين جدران الجسد.

هي مهمة صعبة، ومهنة مقدسة لغة البحث عن الموضوعات، كونها جزء من انفاس هذا الجبروت الذي يمكن ان يحكم هذا العالم.

هنا اتذكر عبارة قرأتها لتشيخوف، يقول فيها: (الطب زوجتي، والأدب عشيقتي). وهذا يعني انه بقدر حاجة الإنسان الى التكامل الإجتماعي من خلال ارتباطه الزوجي، يفرض الإرتباط الوظيفي شروط وجوده وانتمائه الى النفس، التي هي بحاجة ماسة اليه.

لذلك يصبح من الصعب ان ينقطع الكاتب عن الكتابة، حتى مع اصعب الظروف، كما يصعب ان يبتعد العاشق عن معشوقته.

 

عقيل العبود

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم