صحيفة المثقف

صدور كتاب طبيّ تراثيّ جديد

طبائع الحيوان تأليف شرف الزمان المروزي (كان حياً سنة ٥٢٣هـ/ ١١٢٨م)، تحقيق الباحث العراقي يوسف الهادي على ثلاث نسخ من مخطوطاته.

يُعَدّ كتاب طبائع الحيوان هذا الكتابَ الأكثر غزارةً من حيث المعلومات الخاصة بجميع الفنون التي تناولها؛ وكان المستشرق البارز العلامة فلاديمير مينورسكي (١٨٧٧ - ١٩٦١م) قد حقّقَ ٣٣ ورقة فقط (ما يعادل حوالي ١٤٪؜ من مجموع أوراق الكتاب)، استناداً إلى إحدى مخطوطاته التي تقع في ٢٤٤ ورقة، وأصدره سنة ١٩٤٢م ضمن منشورات الجمعية الآسيوية الملكية في لندن، مع ترجمة إنجليزية للنص تحت عنوان (أبواب في الصين والترك والهند منتخبة من طبائع الحيوان للطبيب شرف الزمان طاهر المروزي، كتبه نحو ٥١٤هـ).

وهذا الكتاب خاصٌّ في الطبينِ البشري والبيطري والعلاج بالأعشاب، إذ نجد فيه تجارب المؤلف الشخصية والأكلينيكية في العلاج، كما ضمَّنه آخر ما وصله من علوم الأمراض والتشريح والصيدلة.

1517 طبائع الحيوان 1

وقد أفاد المروزي من مصادر الطبينِ اليوناني (مثل آثار أبقراط وجالينوس)، والإسلامي (مثل آثار علي ابن ربَّن وأبي بكر الرازي وابن سينا) التي برغم معرفتنا كثيراً منها لكن شطراً كبيراً منها ظل مجهولاً لنا.

أما المعلومات الجغرافية التي أوردها في الأبواب الخاصة بالأمم الكبرى في العالم فهو واسطة عِقْدِه النفيس لاستناده إلى مصادر أصيلة فُقِدَ بعضها بسبب الغزوات وطوارق الحدثان مثل (المسالك والممالك) للجيهاني، و(المسالك والممالك) للمنجِّم، وما أورده المروزي هنا يُعَدّ إكمالاً لما في (حدود العالم من المشرق إلى المغرب)، و(زين الأخبار) وما في مؤلفات أبي الريحان البيروني.

أما في كلامه المفصَّل على شتى أنواع الحيوانات، فبرغم اعتماده على آثار أرسطو والجاحظ بصورة رئيسة فإنّ له مصادر أُخَر لم يصلنا كثير منها إلى جانب مشاهداته وتجاربه الخاصة.

1517 طبائع الحيوان 2

كما نجد في الكتاب معلومات تاريخية مهمة وخصوصاً تلك التي عاصرها أو عاشها بنفسه في بلاطات السلاجقة وخارجها وفي رحلاته إلى المدن والبلدان؛ هذا فضلاً عما يزخر به الكتاب من معارف فولكلورية واجتماعية وإنثروبولوجية.

وقد حشد المحقق لعمله هذا المئات من المصادر والمراجع ما بين مخطوط ومطبوع ليبلغ أقصى درجة ممكنة من الدقة والإتقان.

صدر الكتاب في مجلدين (مجموع صفحاتهما ١١٠٠ صفحة مع فهارس تفصيلية وافية) عن مؤسسة نشر التراث المخطوط في طهران هذا العام (٢٠٢٠).

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم