صحيفة المثقف

نهارٌ.. فقَدَ ضَوْءَه

حسن حصاريوَخَلفَ النافِذةِ،

أتَحَسَّسُني كشبَحٍ وَحيدٍ 

فهُنالِكَ ما وَراءَ القُضبانِ

خُطوَاتي كانَتْ لا تَجْثو،

وَلا حَدَّ لأنْفاسِي

حِينَ تَتمَدَّدُ عَلى صَمتِ الرِّيحِ.

 

ثمَّةَ بُقَعُ ضَوءِ تَنبُثُ بِدَاخلِي،

أقطِفهَا بِنَهَمْ شدِيدْ

الشمْسُ هُنا،

صَامِدَة فِي إثارَةِ الدِّفْءِ

الدِّفْءُ فِي عَينِي،

سَريعا مَا يَتحَوَّلُ ثلجَ قَلقٍ بِلا لَوْنٍ

تَتَمَلكنِي بَغْتةً،

كوَابِيسَ نَخْوةِ " دُون كيشوتْ "

عَلى مَدارِ وَقتٍ لا وَقتَ لهُ

عَلى نَقرِ سَاعَةٍ،

أبْطأت نَبْضَ عَقارِبَها عَنِ السَّيرِ

فأتمَنْطقُ سَيفَ حَذَرِي المُستَورَدِ

كآخِرِ فارِسٍ مُنقرِضٍ

وَعَلى مُنزَلقِ سَرْجِ الرَّهْبةِ،

أحَارِبُ طوَاحِينَ وَسَاوِسَ

 تَتسَللُ بِصَمتٍ فِي أحشائِي.

 

يَعْترِيني شَكٌ أبَدي،

أنَّهُ السِّحْرُ الأسودُ الطويلُ

المُنبَعِث مِنْ خَارِجِ الزمَنِ

يُصَادِرُني نِصْفَ جَسدٍ بِدائِي

وَنِصْفَهُ الآخَرَ،

 انْسَانا مَجهُولاً يَترَقبُ

انْسِدَادَ ثقَبَ أوزُونٍ مُسْتجَدٍّ

يَكشِفُ عَوْرَةَ العَالمِ  

فَلمْ يَعُدْ يُلازِمُنِي ظِلي،

أوْ رُبَّمَا لا ظِلَّ لِي،

فِي عَتْمَةِ نَهَارٍ

فَقدَ بِجُنونٍ

ضَوْءَهْ.

***

حسن حصاري / المغرب

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم