صحيفة المثقف

فلسطين من هنا، إلى أين؟

سمير محمد ايوبيا أمّةٌ تضحك من جهلها الأمم

سؤال وإن بدا متأخّرا، يراهن على أن فلسطين عجيبة، حتى وهي تتعرض لأكبر مؤامرة في تاريخها، تتسع للشيء ونقيض الشيء معا.

فيها ليس من الضروري أن تكون عميلا مُباشرا لتخدم عدوك. يكفي أن تكون غبيّا، مُتقاعسا، صامتا، عاجزا، مفرطا، مُساوما، مُموّها، مُتاجرا بالوهم، مُؤجّرا بارودتك، لتصبح رغم أنفك، مُتواطئا مع عدوك، تتآمر على أهلك، وبأبخس الأثمان تبيع. 

فيها ما يقلق واكثر . إنخفض سقفها، حتى تطاول عليها كل شتام مأجور أو جاهل أو حاقد. صارت مَشتَمةً ومَلْطمةً لكلّ منْ هبَّ ودبَّ دون خوفٍ منْ عقابٍ أو حتى عتاب.

فيها من استبدل الكلاشنكوف، والديكتريوف والآربي جي وغبار الخنادق، بعطر الفنادق. وفيها خنازير ولصوص تبادلوا اعضاءهم التناسلية اكثر من مرة مع تسيفي ليفني وغيرها من عاهرات العدو.

وفي فلسطيننا الجنرالات من الاطفال والنساء والرجال، فيها أكثر من عهدٍ، عمر أبو ليلى، وأكثر من مروان البرغوثي واحمد سعدات وفهد السيد.

ولأننا منتمون لفلسطيننا العربية وحدها، منحازون لتصميمنا على تحريرها بالقوة لا بالمساومة. ولاننا لسنا عدميين ولا حاقدين ولا شتامين ولا سحيجة ولا مروجين، نحترم عقولكم وعقولنا، جئنا لا لنعظ أو لنفتي، ولا لندب حظٍّ أو نجتر  ماضٍ، أو لنستقيل من فرض العين في العمل من اجلها، ولا لنقول لأحد إذهب أنت وربك وقاتل إنا هنا قاعدون.

بل لننطلق من هذا الانهيار الشامل، لنُحسِن  قراءة ما في المشهد من مقدمات وسياقات وتداعيات معقدة. ولنتصارح عن المعلن والمكتوم في المشهد، ولم نحسن منعه حتى الان.

لنفعل ذلك وننجح، لا بد من أن نفعل ونحن ملتزمون بالإيمان القطعي  بما يلي :

عدم الاتجار بما كنا وكانوا. فلا أحد في النضال من اصحاب العصمة، ولا من وارثيها. والاهم ان فلسطين ليست لمن سبق، بل لمن عمل وصدق. والبعض منهم وعد وأخلف وكذب وفشل وبعضهم خان الأمانة وبعضهم أعجز من أن يحملها.

تبّاً وويلاً وسُحقا، لكل من لا يدرك معنى ومغزى أن تبقى فلسطين محتلة حتى الآن.

حقائق الصراع ومساراته الوجودية، تؤكد بلا تأتأة أن أجمل التاريخ آت غدا، ومن فلسطين.

 

كتب الدكتور سمير محمد ايوب – الاردن

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم