صحيفة المثقف

اسلام بلا مذاهب.. الحضارة الاسلامية الحديثة

مهدي الصافيالامراض الاجتماعية في العالم الاسلامي هي نتاج الفشل السياسي والديني، التي تتفاقم وتزداد حدة مع الازمات الاقتصادية او الحروب والنزاعات الطائفية، هذه الامة التي تتعايش وتتوارث التاريخ كهوية مقدسة متواصلة، تنتعش بالعقائد والاجتهادات والافكار والاراء الاسلامية المستجدة، بينما هي تحارب بقوة فكرة التجديد، انما تعتبر ان التطور الحضاري بحاجة الى فقه وفتاوى اكثر تشددا، حتى لاتنفك او تنفصل سلسلة الترابط الزمني بين الماضي والحاضر، على اعتبار انه وحدة واحدة...

الحضارة العلمانية الغربية لاتؤمن بهذا الترابط، بل هي تحمل الماضي اسباب التأخر العلمي او المعرفي، مع انها لاترفض العودة من اجل الاقتباس او المراجعة والتحليل او الحاجة المعنوية لرفع ثقافة وشخصية المجتمع، لكنها بالطبع لاترجع للدين  (عدا بعض جماعة اليمين المتطرف من اجل الاستغلال السياسي وهؤلاء خارج الحضارة الانسانية) لانه سيعيدها الى مربع الانقسامات والصراعات الكنسية السابقة...

الامة العربية والاسلامية عليها مواكبة عصر الحضارة التكنولوجية والفضائية، والابتعاد كليا عن قيود التراث الديني المذهبي، بطرح مفهوج نقدي وفلسفي حديث للدين والمذاهب، اذ يعد من المستحيل ان تنتج هذه الامة حضارة اسلامية حديثة دون انهاء مسألة المذاهب والطوائف، وقد بدأت بالفعل منذ مدة محاولات مايسمى التقريب بين المذاهب، الا انها ولدت ميتة، فالمشكلة تكمن اصلا في المذاهب او الفرق الاسلامية نفسها، وقد انتهت كمحاولة جادة لاحتواء الاختلافات، بعد2003 وانقسام الامة الى عدة محاور وجبهات، بعد تصاعد ثقافة العنف والكراهية والاحقاد المذهبية في المنطقة، وكما هو معلوم علميا او طبيا ان الاساس الخاطئ او الامراض المتعفنة لايمكن معالجتها الا بالهدم اوالاستئصال الكامل، من هنا نعتقد ان لاخيار امام الامة غير مغادرة نظرية المذاهب والعودة الى الجذور والاصل الاسلامي الواحد (القران والسنة النبوية)، تحت قاعدة لا عقائد ولا مذاهب ولافرق او تفرقة بعد وفاة الرسول محمد ص....

المذاهب السنية اعتبرت ان الشيعة روافض ومخالفين للسياق الاسلامي الرسمي العام المتوارث، الذي تشكل بعد الخلافة الراشدة، والشيعة لايعترفون ببقية المذاهب، ولا بكل الموروث الاسلامي البعيد عن ال بيت الرسول محمد ص (او عقيدة الامامة)، وللحقيقة المجردة نذكر من ان الوهابية والشيعة هم الطرفان الاكثر تزمتا وتشددا في مسألة التقييم التاريخي للاسلام، فالشيعة مثلا هم لايرفضون الخلافة الراشدة فقط، انما كل تراث الدولة الاموية والعباسية، ويجعلون من اجتهاداتهم وافكارهم مسار احادي لايشاركهم فيه احد، مع ان الكثير من رجال الفقه والدين والفكر الاسلامي (من ابناء السنة والجماعة)

 ينتقدون ايضا عهد الخلافة الراشدة، وبعض الانحرافات الكارثية لخلفاء بني امية وبنو العباس، لكنها ليست رؤية من منظار او اطار مذهبي، انما جاءت في سياق مراجعات بحثية نقدية تاريخية او معرفية منفصلة عن بقية الاعتبارات،

علما ان التشيع كما يصفه الدكتور علي شريعتي (رحمه الله)تشيع علوي، واخر صفوي (نسبة للدولة الصفوية الشيعية)، حدد مسارات الاختلاف بين المدرستين، الاولى يبدوا انها مدرسة علوية غير مذهبية، تعود الى خلافة الامام علي ع، ومدرسة اصولية اجتهادية اضافت الكثير من العقائد السياسية للمذهب...

المذاهب السنية متصالحة مع التراث الاسلامي بالكامل"تحت نظرية كل الصحابة عدول"، الا انها ايضا فتحت ابواب التطرف والتشدد المذهبي للحركات التيمية والسلفية الوهابية، التي صارت اقرب لصناعة مذهب خاص بها بدلا من اعتباره مجرد اجتهادات شخصية داخل منظومة المذاهب الاربعة، مما جعلها مدرسة قائمة بحد ذاتها ترفض جميع المذاهب والمدارس الاخرى...

التشيع غير متصالح تماما مع التراث الاسلامي العام، ويرفض (ويلعن احيانا) كل الانجازات والابداعات الموروثة البعيدة عن مدرستهم، بفعل ايمانهم العميق بعقيدة الامامة المقدسة، وبالتالي بعض فرقهم المغالية تتشارك مع الخوارج والوهابية الداعشية بعقيدة التكفير (من لايعتقد بالخلافة الراشدة من وجهة نظر الوهابية، ومن لايؤمن بعقيدة الامامة وجهة نظر بعض فرق الشيعة (المغالية) كافر، او هو اقرب للكفر منه للاسلام، من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية)،

ولكن هناك محاولات حثيثة نقدية حديثة للعديد من المفكرين ورجال الدين المتنورين العرب، حول تفكيك الترابط والتداخل التاريخي بين السياسة والمذاهب الاسلامية، بغية ايصال الفكرة من ان نشأة المذاهب والخلافات الطائفية هي بالاساس سياسية، وليست دينية عقائدية،

فعندما تأتي الى شرح الاختلافات المذهبية بين المذاهب السنية نفسها، وبينها وبين التشيع او الاباضية وبقية الفرق، لاتجد جوهر او اساس ديني لهذا الاختلاف، انما بالضبط هي اجتهادات واراء فقهية شخصية (عدا ظهورالاجتهادات والعقائد مابعد الخلافة الراشدة)، لايوجد اي مبرر ان تبقى ابدية مغلقة غير قابلة للتجديد، او التغيير او حتى الانهاء، تجد ان المذاهب هي فقه التأويلات والاستنباطات والاجتهادات الدينية المعتمدة غالبا على القران والسنة،

ومايشذ عنها مثلا مايدخل بينهما من ثقافة لعن الصحابة او السيدة عائشة عند المغالين الشيعة، وهي ثقافة دخيلة وتراث مكتسب، وكذلك من الجهة الاخرى هناك اسلوب التكفير الهمجي السني لعموم الشيعة دون وجود اية ادلة قرانية او فقهية عقلانية مقبولة، مع ماتعاني منه الامة من وحشية التطرف الوهابي تجاه كل من يثبت وفقا لفتاواهم بأنه مرتد او كافر او مشرك، كل هذه السلبيات والانحرافات هي بالدرجة الاساس اجتماعية وسياسية شخصية او عامة، غايتها الكسب المادي والمعنوي الاجتماعي..

الاخطاء المتوارثة عند الشيعة انهم ينظرون الى الخلافة الراشدة مثلا وفق رؤيتهم الخاصة، ولايكترثون للكيفية والالية التي تعامل بها امام المذهب كما يدعون الامام علي ع مع بقية الخلفاء والمجتمع حينها، وكذلك ينظرون ايضا الى هارون الرشيد ليس كخليفة شرعي ورث الحكم تحت تأييد العامة في ذلك الزمان، انما الى مغتصب للخلافة، وحاكم مستبد اعتقل الامام موسى الكاظم ع سنوات، واضطهد العلويين كما فعل اجداده، ولكن هل مخاوف الرشيد كانت عقائدية ام سياسية، وهل لديه معرفة بنظرية الامامة كعقيدة ام لا، التي ظهرت وتطورت بعده عبر مراحل عند الشيعة، بالطبع كلا اذا لايجوز مزج العقائد بالسياسة، وتجريد الوقائع التاريخية من البيئات والمتغيرات والاحداث المصاحبة لها، لان التاريخ اثبت ان الحكام المسلمين منشغلين بالسياسة والحكم  (والجاه والسلطة والمصالح الشخصية) اكثر من انشغالهم بالدين والمذاهب،

وان كانوا يدعون ويظهرون عكس ذلك، من جهة اخرى لايجوز اسلاميا تكفير هؤلاء الخلفاء لانهم مسلمين في نهاية المطاف، الا ان المعضلة في تبعات عقيدة الامامة، التي حولت ارث ال بيت الرسول محمد الى سنة، لابد تحيط بها الاسباب والاعتبارات المقدسة وغير المقدسة، اي انها اصبحت بالتدريج محور وحلقة الايمان التي يلتف حولها الشيعة، وهذه كارثة لم يلتفت لها الشيعة انفسهم في الماضي، فاليوم هناك فرق مغالية تعتبر الائمة معصومين (ولكنهم لايذكرون ادلة حجة العصمة والروايات المتواترة عليها)، مما يعني ان كل رواية ضعيفة كانت او معتبرة يمكن البناء عليها، واعتمادها كأساس للافتاء والتشريع (ولعل اجتهاد بعض المغفلين واشتغالهم بفكرة ضرورة تشريع اللعن واستحسانه)، ففي تلك الروايات مصائب وماورائيات وتقولات وحسابات دنيوية واخروية، فيها ظاهر وباطن، اعتمدت عند البعض على انها حجة ودليل، وانقلبت الى شعائر وطقوس ومقدسات، وفتحت لها ابواب اجتهادية كثيرة،

هذه الشطحات تكثر ايضا عند المذاهب السنية في كتب الصحاح المعتمدة كمراجع فقهية لهم، مما جعل من مسألة الاعتماد في الاجتهادات الفقهية على السنة النبوية مجازفة، لانها تتعارض في كثير من الاحيان مع القران الكريم، الذي يحمل ايضا ابواب مختلفة في الفهم والتأويل كلا حسب مذهبه او مدرسته الفقهية..

هذا البحث المختصر لايتحدث عن التفصيلات او السرديات التاريخية للمذاهب، انما يطرح كما نعتقد رؤية فلسفية خاصة حول الاخطاء الاسلامية المتوارثة، لسد منافذ التشرذم بين المسلمين، وابعادهم عن حالة الصدام الدائم مع الحضارة الانسانية العلمية الحديثة، بطرح فكرة ان السياسة والدين لايلتقيان في العقائد، واعتبار ان كل الخلافات والاجتهادات والافكار والاطروحات السياسية بعد وفاة النبي محمد ص ليس لها علاقة بالدين الاسلامي والمذاهب، تماما كما يحصل من الجدل المعرفي الدائر منذ مدة ولازال مستمرا، حول فكرة هل كان النبي محمد ص رجل دولة اي نبي ورسول وحاكم، ام نبي ورسول فقط..

لايجوز رفض او لعن الخلافة الراشدة والدولتين الاموية والعباسية بالكامل، لانهما يمثلان اساس الحضارة العربية الاسلامية الاولى، ولايمكن اعتبارها نموذج مثالي نافع، انما لكل عصر ومرحلة ايجابيات وسلبيات، اهم تلك السلبيات الظاهرة السياسية الطاغوتية لاغلب الخلفاء البعيدة عن الاسلام، واسلوب التوريث المبتدع في الحكم او الخلافة، وهذا يفتح للمسلمين نافذة النقد والمراجعة والتصحيح، الا ان الايجابيات تعد هي الكفة الارجح في مجال العلوم والمعارف والفنون والاداب، بل حتى الاجتهادات المذهبية في حينها تعد من الانجازات الكبيرة (المعتزلة، اخوان الصفا، الاجتهاد المذهبي السني والشيعي)، الخ.....

الوحدة الاسلامية تبدأ عندما يعود رجال الفكر الاسلامي الى بيئاتهم وحواضنهم المذهبية ومرجعياتهم الفكرية، لغرض فتح فضاءات النقد الذاتي للعقائد والاصوال والاجتهادات المذهبية المتوارثة، عندها يمكن ان ترى طلائع الحضارة الاسلامية الحديثة، تخرج نور المعرفة الى العلن، وهي تمسك بجوهر الاسلام، لا بقشوره وتفرعاته المذهبية، بفهم ووعي وفكر جديد، لايحمل بين طياته اية مشاعرمتوترة مليئة بالاحقاد والكراهية الدينية، يرفض ان ترفع الواح طويلة عريضة محشوة بتراث اللعن والعنف والتكفير والارهاب .....

هذه المحاولات الخاصة بنقد التراث المذهبي في الاسلام، بحاجة الى بحوث ودراسات ومؤتمرات ونقاشات كثيرة بغية انضاج الفكرة، وجعلها امرا مستساغا عند العامة من الناس، لايراد منها ان تقول للشيعي ان ال البيت ع ليس ائمة، ولكن تقول لهم لاسنة ولاعقائد بعد وفاة الرسول محمد ص،

وهذا ماتجده بالفعل في الفقه عند التشيع  (وهو الاساس في الاسلام والايمان) اي الاجتهادات المستندة للقران والسنة، يؤخذ منها مايتوافق مع العقل والمنطق والقران (الرسائل العملية للمراجع).....

وتقول للوهابية والمذاهب السنية لاتكفير ولاردة، ولا رجم ولاحدود، ولا اكراه في الدين والعقائد والثقافة والعبادة والاسلام، انما الدين في كتب الفقه ودور العبادة ومراكز التربية والتعليم الديني،

ولايسمح له ان يخرج عن مجاله الواسع المحدد بالضوابط والشروط العامة، ولكنه قطعا لايملك الحق  (الدين الممثل برجال الفقه) بأن يأخذ هذه الشمولية الهائلة المطروحة منذ قرون في الدولة والمجتمع،

فالدين بعد النبي محمد ص اصبح عمليا بين يد رجال الدين والحكام والمجتمع احيانا، وقد تحول في بعض مراحله الى مايشبه الاديان الشعبية، التي تدخل فيها العادات والتصورات الاسطورية والقصص والاحداث الغيبية المتوارثة في المجتمع، من هنا لايمكن اعتبار ان مايراه الناس من الاسلام اليوم، هو ذلك الدين المقدس الخال من الدس والتحريف والتضخيم كما كان في عهد النبي ص، يصدق عليه فكرة التحصين الالهي المقدس على يد رجال المذاهب، وكأنما حملته جيلا بعد جيل الايادي الفاضلة، والعقول السليمة، والنيات الامينة دائما، والحقيقة انه حتى في عهد ائمة المذهب الشيعي (الذين يعتبرهم ابناء الطائفة معصومين)،  كان المذهب الذي اشتهر بالتقية ممنوعا ومخفيا، ولاتوجد له مراجع رسمية متواترة ومتوارثة، وصولا الى العهد البويهي (956-1055م) والصفوي (1623-1639م)في بغداد، وهنا ايضا امتزج المذهب بالسياسة وضرورات الحكم،

وخير دليل على ذلك كما ذكرنا سابقا الكتب والمرويات الشيعية الكثيرة الموضوعة بعناية، التي يرفضها العقل والمنطق فضلا عن عقلاء فقهاء المذهب وبعض عامة الناس، لانها تتحدث عن الغيبيات والمعجزات والموارائيات العجيبة الغريبة المضحكة احيانا، وتنسب الى ال بيت النبي محمد ص احداث وقصص ووقائع غير موثقة في كتب معتبرة، مع ان هناك في اصول المذهب والفقه الشيعي مايتفوق به غالبا على بقية المذاهب الاسلامية (بالقضاء والقدر، وحكم الخروج على الحاكم الظالم، والخمس، رفض التكفير الوهابي، عدم اعتبار الصحابة كلهم عدول، الخ.)...

نقد المذاهب لايهز اركان الاسلام، انما يثبت اسس الحضارة الاسلامية الحديثة، بتعريف العقائد والعبادات والمحرومات القرانية، واعتماد مبدأ الاجتهاد في الحدود والتأويلات القرانية تبعا للبيئة والظروف والمتغيرات الحضارية الانسانية العالمية، واعتبار ان الاديان ثابتة في امور معينة، ومتغيرة في اخرى، تتطور وتتغير مع التطور الانساني العلمي والكوني، ليس انحرافا عن المبادئ الاسلامية العامة، والانزلاق نحو الانحلال الاخلاقي والانفتاح الاجتماعي المشوه، او بالاتجاه الى تحليل المحرمات ونشر الموبقات، ولكن بغية تخفيف القيود الدينية الشخصية التي يضعها رجال الدين امام الناس، مع التأكيد على ان من اسهل الثقافات او الايديولوجيات او العقائد البشرية هي الاديان السماوية، شرط ان لايدس المنافقين والانتهازيين والمتطفلين وقليلي المعرفة عقولهم في مسألة العبادات والعقائد والفطرة الانسانية السليمة، بوضع انفسهم الهة في الارض للتحكم بالناس، او حاجز مقدس يملك مفتاح العبور نحو التوبة والمغفرة والجنة...

المسلم عليه ان يفكر قليلا ولو من باب الدعوة للمراجعة للتزود بالغذاء الروحي، والمران الفكري لنيل الاطمئنان النفسي امام مايراه متناقضا بين الحضارة الانسانية والتراجع الاسلامي، هل بالامكان ان اكون مسلما مؤمنا دون مذاهب، ودون الخضوع والمرور الشبه يومي بما يقوله رجال الدين والمذاهب، هؤلاء الذين يروجون دائما بأن وظيفتهم في الحياة هي كعلماء الطبيعة والمفكرين والفلاسفة والاطباء والمهندسين  (الخ.)،

بينما هي وظيفة روحية ونفسية وشرعية محدودة لها مجالاتها الخاصة والعامة، الا انها يجب ان تكون في ضفة المجالات والجوانب الايجابية دائما، لايراد لها ان تكون او تدخل طرفا في الازمات والنزاعات وحتى الحروب بين الامم والشعوب، كي لايصبح الدين والطائفة هي المحرك في هذه القضايا، فتزيد من نيران التوترات والصراعات الدموية وحشية، وتجعلها نقمة متوارثة، وهذا ما بات واضحا في اعادة نقد الفتوحات الاسلامية من قبل عقلاء الاسلام، واعتباره احتلالا وغزوا مرفوض دينيا، حتى لاتبقى في تراث الاسلام وتاريخ الامم والشعوب على انها تعد جزءا اساس من اسس الحضارة الاسلامية الاولى انما هي مرحلة تاريخية عابرة...

لايوجد مذهب او فرقة في الاسلام افضل من الاخرى، يوجد في التأريخ ان ايمان  (وشجاعة وزهد وعدل) الامام علي ع لعظمته لايقارن بأيمان والاسلام بقية الصحابة، وايمان ال البيت ع المعروفين بين المسلمين (بالائمة)لايقارن بأيمان الخلفاء الامويين والعباسيين او بأيمان بقية ائمة المذاهب، وان الوهابية زندقة وفهم بدوي متوحش للاسلام، هذه لاتخرج عن اطار انها وجهات النظر النابعة من القناعات الشخصية، وهي ليست اساس لبناء عقيدة اسلامية جديدة، ولايمكنها ان تكون احد اصول الاسلام، لانها تمثل كما اوضحنا اعتبارات تأريخية معنوية خاصة، لابد ان يبتعد الناس عن اقحامها في الدين او جعلها محور الصراعات المذهبية...

وظيفة رجال الفقه والدين حماية الانسان والمجتمع من التراجع والانحطاط الاخلاقي والحضاري، بالكلمة والعبارة الهادفة، دون تعصب او تشدد او صراخ، اذ لابد ان يكونوا هم اكثر الناس حكمة وعقلانية وهدوءا وتسامحا، كما اراده الله عزوجل من انبياءه ورسله ع...

قال تعالى في سورة النحل

 (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (12)

المسلم كبقية البشر، عليه ان يفكر، لايجوز عليه اغلاق العقل، الحياة في الارض مرة واحدة، والندم بعد فوات الاوان موت بطيئ، النيات الصادقة المخلصة في البحث عن الحقيقة لاتبعد الناس عن طريق الهداية، اسلام بلا مذهب ترفع الحواجز بين المسلم وربه، وكلما تقرب العبد من ربه كلما زاد ايمانه وصلح حاله.

 

مهدي الصافي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم