صحيفة المثقف
عفوَ كل هؤلاء
عفوَ شاعرٍ يرتب الكلامَ
وفق أجمل البحورِ والأوزانِ
يعشق الحياة َ والجمالَ
يطربُ الجمهورْ
في شرقنا القتيلِ لا مكان للألوان ِ
لا وجود للبحورِ والأوزانْ .
**
عفوَ من يغازلُ التاريخَ والأمجادَ في القبورْ
لن ينفعَ التاريخ ُ من في حلقة ٍ يدور .
**
عفوَ دور النشرِ والأهواءْ
عفوَ دور الرقصِ والغناءْ
وما يُبثُّ في الفضاءْ
عفو كاتبٍ مقدامْ
يبيع ُ حالهُ ويتقن التهريجَ والكلامْ
عفوَ كل هؤلاءْ
الغزوُ جارفٌ
والجهلُ شاملٌ ومُطْبقٌ
تبخرتْ أرواحُنا ، أيامنا
ولا مجال للتعبير والإنشاءْ .
**
عفوَ وردةٍ من قهرها تموتُ
عفوَ شرفةٍ يلفها الحريقُ
عفوَ عسكرِ الحدودِ،
شرطةِ المرورِ،
مجلسِ النوابِ،
مجلسِ الخرابِ،
عفو مجلسِ الإفتاءْ
وما أباحَ من دماءْ
**
عفوَ شيخنا الجليل ِ
عفوَ فرقة التمثيل ِ
عفو موكب الزناةِ والطغاةِ والأزلامِ
عفوَ كلِ هؤلاءْ
اللهُ واسعُ الرجاءِ والعطاءْ
أباحَ أن نراهُ
كيفما وأينما نشاءْ .
**
عفوَ قادةِ الميدانِ،
والعساكرِ المروَّضينَ،
بئر النفطِ،
موكب الأغنام ِ
....والأصنام ِ
عفوَ هيئةِ الأركانِ
عفوَ كل هؤلاءْ
في شرقنا المذبوحِ
منذ أقبل "الربيعُ" هاجرَ الإنسانْ
وأجمعت مراكزُ الإفتاءِ والبحوثِ،
دورُ النشرِ والإعلامِ،
كلُّ القنواتِ،
....أجمعت وأعلنت جميعها :
لوجه ِ الله نخدمُ الشيطانْ
وباسم الله نذبح الإنسان .
***
حسين فاعور الساعدي - الحسينية
من ديواني الصادر عن دار "المل" عام 2014