صحيفة المثقف

سهرة مع قلبي

صحيفة المثقفغدا

سأرتدي قميص الصيف

أنتزعه من خزانة النسيان

وأغسله بدموع أشواقي

أخرج قلبي من صندوق صدري

أمسح عنه غبار السنين

أنتزع منه مسامير الأسى الصدأة

أخيط جروحه وأداوي قروحه

فيمسي جميلا ورهيفا كالحرير

ثم أرجو المرآة أن تنظر نحوي

لأمشط شعري

وأصغي لحفيفه،

 وأمسح دمعي

ليتوقف صوت الخرير

فإذا رأيتني وسيما

سأستل وسامتي من المرآة:

وأقول لقلبي

هيا، إمضي بي حيث تشاء

فيصطحبني لسهرة!

ويحتفي بعيد ميلادي

يثمل قلبي فيشرع بالنحيب

حين يحل عليه طيف الحبيب

وكعادتنا سنرحب بالضيوف

نرحب بالحضور من الذكور

والحاضرات اللائي لم يحضرن

والأحباب

الذين جرفهم سيل الغياب

سنرحب بالذين لم يأتوا

ونرحب بالذين رحلوا

نضع قهوتهم على طاولة المرتجى

والشاي العراقي (نخدره)

على جمر صبرنا

وننتظر وصولهم

ننتظر طويلا

: أقول لقلبي

كفى سهرا  ... لقد أرهقتني

كفى نحيبا ... لقد أتعبتني

أيها القلب الوحيد

غدا

سأخرج من صالة عيد ميلادي

وأستقبل الطعنة الخامسة والستين

أسقط على دكة الفجر

وأغفو في حديقة المدينة

ستتهاوى النحلات النحيلات

على أزهار قميصي

فأصحو

وأعود منتعلا قلبي

ليمضي بي حيث يشاء

هكذا يمضي بي قلبي

هكذا يمضي بي العمر

وحيدا

أمضي مع السيل الجارف

بعيدا عن بهجة أحبابي

ونضارة شبابي

***

حسين السوداني

براغ في 3.6.2020

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم