صحيفة المثقف

حـانُ ديـكِ الـجِـن: وَرْد

جمال مصطفىيا أيتهـا الـوردة الـمذبوحة

اصعـدي إلى ربكِ نافـورةً قانية


 

وَرْدُ

وَرْدُ

سُــرَّ مَـنْ كـانَ رآهـا

جُـنَّ مَـن ذاقَ كـمـا ذقـتُ،

وورْدٌ

ورْدُ: حـانـي

حـدُّهـا الـبـحـرُ شـمـالاً

وصـحـارى الـتـيـهِ والـوَحْـيِ جـنـوبـا

والـغــوايـاتُ الـتـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ غـربـاً

وكـانْ

شـرقَـهـا الأخـضـرَ غـابُ الـخَـيْـزرانْ

أهـبـط الآنَ إلـيـهـا

بِـ

جَ

نـا

حَـ

يْـنِ

وقـد ذابَ فـلا شـمْـعَ يَـشـدّ الـريـشَ

يـا أرضـي الـوحـيـدهْ

إنـني شـاعـرُك الـداخـلُ يـا ورْدَةَ حـانـي

فَـلْـتَـكـونـي لـي قـصـيـدهْ

سـوف أفـتَـضُّـكِ بِـكْـراً بـلـسـانـي

وتـصـيـريـنَ مِـن اللـيـلـةِ حُـبْـلـى بـالأغـانـي

هـا أنـا أُطـلُـقُ فـي الـصـبْـحِ غــداً كُـلَّ طـيـورِي

ثُـم أمـضـي فـي الـضـحـى أحـفـرُ أخـدوداً

فـمـا أحـوجَ فــرْدَوسـي إلـى نَـهْــرِ خـمـورِ

تـرشـفُ الـنـاسُ، ومَـا هـبّ ودبْ

مِـنـهُ

والـصـفـصـافُ مُـصْـطَـفـاً عـلـى الـضـفّـةِ والـضـفّـةِ،

والـهـاربُ: لا أسـألـهُ مِـمَّ هـربْ

إنّـمـا مَـرْحـى ومـرحـى بـالـنـدامـى

وبـمَـنْ لـيـسَ ـ ـ ـ و حـتّـى

بـالـدلافـيـنِ الـتـي تَـقـفــزُ مِـن فــوقِ الأقـالـيـمِ

أتَـتْ تَـمـرحُ فـيـهِ

قَـبْـلَـهـا ذاتَ وضـوءٍ وعـلى مَـرأى مِـن الـنـاسِ

مـشـى الـحلّاجُ سـكـرانَ عـلـى الـمـاء إمـامـا:

لـيـسَ هـذا الـنـهْــرُ مُـلْـكـاً لِأحـدْ

هـوَ وقْـفٌ و مَـدَدْ

سَـلْـسـبـيـلُ الـعـابـريـنـا

كـمْ بـحـيـراتٍ مِـريـراتٍ قُـبَـيْـلَ الـنَـهـرِ أحـيـانـاً

وأحـيـانـاً تَـلـيـهِ

عُــمِّـدَتْ فـيـهِ فـصـارتْ كَـوْثـريّـهْ

قـيـلَ مِـن فَـرْطِ نَـسـيـمِ الأرْيَـحـيّـهْ

وقِـفـارٍ بَـلـقـعــيّـاتٍ تَـحَـلّـمـنَ بـهِ يـومـاً

تَـفَـجَّـرْنَ عـيـونـا

جـوْسَــقـي مِـن خَـشَـبِ الـصـنْـدلِ صَـيـفـيّـاً

عـلى الـنـهْــرِ هـنـاكْ

فـكـرةَ الـجْـوْسَـقِ لـيـستْ مِـن بَـنـاتـي

إنـهُ فَـحْـلُ الـحَـمـامْ

مُـومِـئـاً ــ قـالَ ــ هـنـا قُــرْبَ الـمُـدامْ

كَـمَـقـيـلٍ (ومـعــاً: تـلـكِ وذاكْ)

فـلـيـكـنْ جـوسـقُــكَ الـخـلْـوةَ أو بـيـتَ الـقـصـيـدْ

ولْـيـكـنْ سُـكْـرُكَ لـيْـلاً كـهـلالِ

ولـيـكُـنْ صـبـحُـكَ عـيـدْ

هـكـذا فـي (ورْدَ ــ حـانْ)

تَـبـداُ الـسـورةُ بـالآيـةُ (قـلْ جـاء)

إذا خَــرَّ الـقـمـرْ

عـاشِـقـاً قـبـلَ الـسَـحَــرْ

كَـجـمـالٍ فـي مَـجـالٍ ومجـالٍ فـي جـمـالِ

عـاريـاً يَـغــطـسُ فـي الـنـهْــرِ: تَـعـالـي

لا أرى الـشاعـرَ !

 هـل نـامَ وقــد أفـرطَ بـالـشُـرْبِ ؟

اللُـجَـيْـنِـيُّ إذا راوَدَ لا يُـرْدَعُ بـل يَـسـطـعُ

لا يَـنـفـكُّ حـتـى ـ ـ فَـتَـعَــرّتْ 

دخـلَـتْ نـهْـرَ خـمـوري صـاحـيـهْ

قَـلّـمـا تَـسـكـرُ، ثُــمَّ انـغـمـرَتْ

إلاّ الـيَـديـنْ

بِـهـمـا أمْـسَـكَـتْ الـبَـدْرَ

أنـا كـنـتُ أراهـا: الـزانـيـهْ

وهْـيَ زرقــاءُ ولـكـنْ لا تَــرانـي

ورْدَ حـانـي

ثُــمَّ غـضْـبـانَ تَـعــرّيـتُ كَـخـنْـجَــرْ

لَـم تَـكـنْ تـعـرفُ إلاّ

حـاجـةَ الـديـكِ إلـى مَـدِّ الـوصـالِ

أو أنـا رُبَّـتَـمـا جـئـتُ إلـيـهـا لِأُغــنّـي

هـتَـفَـتْ: يـا ديـكَ جِـنّـي

ثـمّ راحـتْ وَرْدَ حـانْ

تَـضـربُ الـدُفَّ ــ الـقـمـرْ

لَـم تَـكـنْ تَـحـسـبُ إنـي فـي الـسَـحَـرْ

ديـكُـهـا: أذّنَ، صـلّـى،

وانـتَـحَـرْ

 

جـمـال مصـطـفـى

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم