صحيفة المثقف

أنا أنتم

محسن العافيآمالنا أكبر بكثير من أن تكون لوحاتنا المبتكرة مجرد خربشات في زمن موبوء، فبعد كثرة مكوث في المنازل، صرنا نعرف يقينا نحن البشر أنه لازال في جعبتنا ما نتحدى به جميع الأزمات والنكبات، ونخرج منها بما كتبته وتكتبه آمالنا العنيدة العتيدة منذ زمن بعيد.

في الحجر لانسأل الحياة عمن تكون ومن نكون ولا يمكننا ذلك،بل لابد من أن نستجيب لتحدياتها بتحد بشري لا يعرف الهوان كي نكون أو لانكون،

فبين الجدران، في زنازننا التي اخترناها عن طواعية خائفين من الوباء،لم نكن نعتقد أننا قادرون على التحليق من نوافذ عديدة كنا نعتقدها قاصرة،أو كنا نجهل ماهيتها وكنهها، لكننا من دون شك كنا فيها مع موعد غريب على متن مغيبات كانت تحتفظ بسريتها لنفسها مخفية مطموسة عنا،هو ذاك الموعد الذي تعلمنا فيه الكثير الكثير،وتعلمنا فيه الحياة على شاكلة غريبة لا تخلو من مفاجآت

واكتشافات وإحباطات وأحزان وأفراح...، وجبنا في ضيافته بعض معالم حيوات غريبة،تحيا متخفية داخل متاهات حياة اعتقدنا أننا نعرف ماهيتها وكنهها جيدا،لكننا كنا مخطئين عابثين، لا نعرف شيئا عن سر وجودنا.

الآن فقط صرنا نعي الكثير الكثير، وصرنا نعرف كيف نكون محبوبين بين الناس داخل مجتمعات متماسكة لا تقبل الإنشطار ولا التفكك، مستعدبن على الدوام لمختلف التحديات التي تقدم عليها الحياة من خلال البيئة المحيطة بنا، مخاطبة إيانا بصوت عال كل حين: أنا أنتم.

 

محسن العافي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم