صحيفة المثقف

فايروس كورونا الذي لا يحابي احداً!!

حيدر حسن الاسديفي بداية ازمة كورونا اغلبنا انتقد عدم الالتزام بإجراءات الحظر المنزلي الشامل، شخصياً كتبتُ مقالاً علمياً تم نشره في مؤسسة مؤمنون بلا حدود، تطرقتُ فيه الى مدى تلقي قسم من المتفاعلين لنمط من التدين في المجتمع مع إجراءات واوامر خلية ازمة جائحة كورونا، ركزت فيه على (التدين الشعبي)، واكدتُ على ضرورة الالتزام بتوجيهات خلية الازمة في وزارة الصحة، وكذلك توجيهات المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وبقية المراكز الدينية، والتي تساند وتؤيد اجراءات  اهل الاختصاص في قطاع الصحة، حتى ان  تلك الجهات الدينية دعت وامرت الى تعليق إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، كإجراءٍ احترازيّ، واعتقد ان تلك التوجيهات اسهمت وبشكل كبير في مراعاة - ولو بنسبة معينة- اجراءات الحظر.

في هذه الأيام - وبعد تزايد الاصابات بشكل كبير-  نرى خرقاً واضحاً للحظر الذي دعت له خلية الأزمة، من قبل فعاليات اجتماعية ومدنية وسياسية وغيرها.

 وهنا بودي ان اسأل هل ان النقد يوجه فقط للناس المتدينين البسطاء، الذين تحركهم اعتقاداتهم وطقوسهم ام انه يشمل غيرهم؟

إن بحثنا عن عذر لكل طرف من الاطراف التي تخالف تعليمات خلية الازمة وخرق اجراءات الحظر ربما نجد عذرَ المتدين البسيط - وفق فهمه للدين وللعقائد - أقرب للقبول من غيره الذي يدعي العلم والمعرفة والعقلانية وحتى المدنية والتحضر؛ كونه يرى _ حسب فهمه _ ان أداء هذه الممارسة الطقسية إلزامية حتى لو كلفته حياته!

فايروس كورونا لا يميز بين فئة واخرى ينتشر بسرعة ويصل لمن هو أقرب له، ولذلك شاهدنا اصابات لعدد من الاطباء والكوادر الصحية الذين فرضت عليهم المسؤولية الوطنية والمهنية والاخلاقية ان يكونوا على صلة مباشرة بالمصابين ليقدموا صورةً بطوليةً قبل تقديمهم العلاج والخدمات الطبية الاخرى.

 للاسف في العراق اعداد المصابين بفايروس كورنا في تزايد، وما لم يتم الالتزام بالطرق الوقائية الصحية والتي منها:

1- لبس الكمامات.

2- مراعاة كل جوانب النظافة ولا سيما تنظيف اليدين وتعقيمهما بالمواد المخصصة لذلك.

3- الابتعاد عن التجمعات، في: الاسواق، مناسبات، فعاليات.

4- مراجعة المراكز الصحية عند الشك بوجود اعراض الاصابة بالفايروس.

هذه الامور وغيرها ما لم نلتزم بها بشكل حقيقي وفاعل فاننا معرضون للخطر الذي بدأت ملامحه تتضح.

لتكن اعراسكم ومجالس الفاتحة وغيرها مقتصرة على عدد افراد الاسرة ما امكنكم ذلك، كذلك الامر ينطبق على حركة الاحتجاج التي شهدناها في اليومين الأخيرين في بعض المدن فهي مع ما تحمل من مطالب مشروعة لكن الأولى والأقرب للعقل مراعاة وتنفيذ كل ما يصدر من خلية ازمة كورونا، الا إذا كان الفايروس يؤثر في تجمعات بعينها ولا يؤثر في تجمعات اخرى.

ومع دعوتنا للالتزام بأوامر خلية الازمة ندعو الحكومة الى ايجاد حلول واقعية تراعي الحالة الاقتصادية والمعيشية للمواطنين الذين تضرروا من اجراءات الحظر خصوصاً اصحاب الدخل المحدود.

كما نرجو من الجميع كل من موقعه الى اشاعة روح التعاون مع اجراءات الوقاية الصحية التي تحد من انتشار وباء كورونا، وتجنب الخروج من البيت ومحل الإقامة الا للضرورة القصوى، ففايروس كورونا لا يحابي احداً الا من التزم بالأمور الوقائية المتعددة.

 

الدكتور حيدر حسن الأسدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم