صحيفة المثقف

تأَسٍّ

ابراهيم الخزعليإلْتِزاما بالأصالة والعادات والتقاليد التي توارثوها عن آبائهم،  وأجدادهم الأولين، والتي لا يُسمح بتجاوزها، أو الأخلال بها، رُفِعَتْ صبيحة هذا اليوم لافتة سوداء كتب عليها بخط الرقعة الجميل (إنتقل الى جوار ربه المغفور له ...)، فحضر الأقارب والأصدقاء وابناء الحارة، مجلس الفاتحة المُقام على روح المرحوم طيّب الذكر. ومن المتعارف عليه، أن المواسي الذي يدخل المجلس، يقول بصوت يسمعه الجميع (الفاتحة)، وتنحني الرّؤوس قليلاً، وتتلو الشِّفاه السورة بصمتٍ، ومن ثم تُمْسح الوجوه بالكفين، فتُأتى القهوة المُرَّةُ للجميع، ويجري الحديث عن سيرة الفقيد الطيبة ومناقبه التي تركت هذا الحب الكبير في قلوب الجمع الغفير من الحاضرين .

وثمة بعض المقربين من المتوفى تهامسوا فيما بينهم، فانطلق من إحدى زوايا المجلس صوت، (نسأل الله أن يحفظ الجميع من هذا الوباء اللعين).

وبعد أن أدّوا  واجبهم الأخلاقي والعرفي المتبع، إحتراماً للميت، ومواساة لذويه، بدأ يخرج الواحد تُلْوَ الآخر، معانقاً الواقفين مع قبلات ودٍّ حزينة، وفي اليوم التالي رُفِعَتْ لافتات نعي سوداء جديدة على جدران البيوت بِعَدَدِ القُبُلات.

***

قصة قصيرة جدّاً

د.ابراهيم الخزعلي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم