صحيفة المثقف

لاجئ

صالح البياتي

الذين تركوا على أثرهم دموعا، تضئ دربهم


مرتفقاً دربي

دثاري

كفن شتاءآت

ناري

لفحة ذكريات 

قراءة آيات

لم تصمت

بين الشفتين

وجيب هوى 

تخفق ..

تنبض..

تخفت

*

القيت عصاي

سلمت قلمي المكسور

مسبحة أمي

تبغ أبي

قناديلي المطفأة

كتبي الممنوعة

رائحة ترابٍ

حفنة تمر

كأس مياه

مكحلة اختي

قصاصة ورق

فيها ادعية امي

تعويذة تحميني

ضد عيون زرق

*

كتبوا إسمي

بحروف لاتينية

منحوني رقماً

في قوائم طويلة

اعطوني كسرة خبز

فإزداد الرقم فلكياً

ويبست كسرة خبزي

*

قالوا:

لكم مُلكُ العراق

وتجري تحتكم الأنهار

جئتمونا فرادى وزرافات

من فعل بكم هذا

قلنا:

كبيرهم

الذي يتفيأ ظلال الكعبة

يفتي بالقتل

بين يديه كتاب الله

ومن أنامله تقطر الدماء

بيمينه فأس

يقطع حطب الأطراف الزائدة

يفقأ  عين الشمس

يبصق في وجه الصبح

يفترش الأرض حديداً

ينفث في السماء دخاناً

يتقيأ صديداً

وتحترق منه النار

*

قالوا:

أذهب انت لبلد ابعد

حيث البحر هناك تجمد

تراه فيلطف عنك

حروق الغربة  

وأنت الى بلد

فيه خدود التوليب تورد

تُذكرك

بدم مسفوح

في بغداد

لم يسود بعد

اما انتِ، فإنتظرِي

هنا في عمان

فلكِ يا أخت

ببلاد الشام

أخوة يوسف

*

قالوا:

إذهبوا جميعاً

فأنتم الطلقاء

ولكم في ارض الله

ملجأ وأمان

وتفرقنا ايدي سبأ

لكن الوطن ظل

موشوماً في القلب

حبة سنبل

حروفاً ونقاط

أقنعة حرب

حكايات لا تحصى

عن جسد ذاو

نخل ملوي الأعناق

عن سياب

لم تعرفه البصرة

من قبل

يشرب نخب النصر

على ضفة النهر

والنخل سجود

لآلهة الحرب

*

من جرعكم كأس الغربة

لترضوا بها

عن دفء الوطن بديلا

قلنا:

كبيرهم

الذي يتقنع

بعد كل صلاة

نخرجه من تحت الأكمام

صنما طفلا

فإذا جنَّ علينا الليل

تعملق

وصرنا نحن

تحت قدميه

أقزاماً

*

قلنا:

أقتلوا فينا

المارد، الصنم ، الجني

ودعونا نحلم بوطن

غاب

بعض ملامحه

وضاع

كل الحاضر

والمستقبل

فيه

 ***

صالح البياتي

العاشر من كانون الأول/ يناير

العام 1996

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم