صحيفة المثقف

أزمة كورونا تفجر الوضع ومظاهرات في مختلف المدن بايطاليا

زينب سعيدنظمت نقابة سي كوباس Si-cobas بتنسيق مع كونيو روسو Cuneo Rosso وقفة احتجاجية بميستري يوم السبت 6 يونيو 2002 على الساعة 5 بعد الزوال، تحت شعار:  لسنا فئران تجربة وأرباب العمل من عليهم دفع ثمن الأزمة. شارك في المظاهرة عدد كبير من العمال والعاطلين عن العمل والطلاب، ولم يغب شبح كورونا عن سماء المتظاهرين، فقد أخذت كل الاحترازات اللازمة من بينها مسافة الأمان وارتداء الكمامات. أسفر الوباء كورونا عن فقدان للعديد من العمال لوظائفهم، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وخروج الالاف من المتظاهرين، شغالين وعاطلين عن العمل وطلاب، في كل إيطاليا تنديدا بالأوضاع الاقتصادية. 20 مدينة تقريبا عرفت مــظاهرات تقودها جماهير من كل الفئات. حيث خرج في ميلانو 500 الف متظاهر منديين بالأوضاع الصعبة ومتضامنين مع المظاهرات الامريكية التي تقودها الجماهير الشعبية المنددة بوفاة المواطن جورج فلويد، الذي قتل بدم بارد من طرف شرطي أمريكي.  فقد خرج في بولونيا 1500 متظاهر بالإضافة الى مدن أخرى كروما وجينوفا وتورينو ونابولي، وبياتشينتسا، واولبيا. مظاهرات قادتها النقابات العمالية من بينها Si-cobas وشاركت فيها حركات العاطلين عن العمل التاريخية مثل Banchi Nuovi و Banchi Nuovi بنايولي وغيرهما. فالازمة الصحية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تجتاح العالم يرى منظمو مظاهرة ميستري  أنها ليست أزمة الشغيلة بل إنها أزمة انفجرت بسبب انتشار فيروس كوفيذ 19 بجميع انحاء العالم.  هذا الفيروس هو نتاج طبيعي، لكن أصول كل هذه الفيروسات يعود إلى مجموعة من الأنشطة الرأسمالية وهي: تعرية الغابات على أوسع نطاق، التربية المكثفة للحيوانات والزراعة ـ الصناعية، استلاب الأراضي بدول جنوب العالم من أجل الزراعات الأحادية، تبذير وتدمير الأراضي من اجل البحث عن المعادن النادرة. التحضر المجنون. هذا الفعل العدواني في حق الطبيعة، خاصة المناطق البرية منها، خلق ويخلق أجواء مثالية للفيروسات، كوفيد 19 على سبيل المثال، إنه، أي الفعل العدواني. لم ينتج هذا الفيروس فحسب بل انتج، في العقدين الأخيرين، غيرها من الاوبئة. وما التلوث المزمن للهواء، الذي خلق الظروف المواتية لانتشار الفيروسات، إلا نتاجا آخر من انتاجات الرأسمالية.

لذا فكوفيد 19 هو فيروس رأسمالي. كما أن الأزمتين الصحية والاقتصادية اللتين تلته هما أزمتين رأسماليتين وعلى أرباب العمل تحمل تبعاتهما.

 

زينب سعيد

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم