صحيفة المثقف

اوراق الشيخ المظفر: جواز ولاية الجائر

كتب الشيخ محمد رضا المظفر (1322 هـ - 1383 هـ): (احرر هذه الاراء الصريحة لنفسي وحدي ولا ارضى ان يقف عليها احد في مدة حياتي، اما بعد الوفاة فذلك لمن يتولاه وله رايه وليس لي ان احكم عليه حتى لو شاء ان يذيعها، بل ينشرها مطبوعة (اوراق الشيخ المظفر (ص 181) اعداد وتعليق الشيخ محمد رضا القاموسي

هذه الاوراق الرائعة التي سلط الضوء عليها الشيخ العلامة القاموسي وباسلوبه السليم في ترتيبها مع تسليط الضوء على الاسماء والشخصيات والاحداث التي رافقت الشيخ المظفر في حياته، هذه الاوراق التي هي بحق تاريخ يعتصره الالم على قدر ما يكان يعيشه المظفر من امل، لا يستطيع ان يبوح بما يجري وما لاقى حفظا على  الاهم، ولكن الله عز وجل قيض له ان يكتب ارائه الصريحة في اوراق شاء القدر ان يهيء الشيخ القاموسي لينشرها الى العلن .

الاوراق بما فيها من تاريخ تلك الحقبة الزمنية التي عاشها الشيخ المظفر وهو يفكر بان يقفز على العصر بدلا من ان يتخلف عنه ولكن هنالك من حال بينه وبين هدفه، حقيقة تاملت جيدا في عباراته واهاته ولها حديث خاص بطعم الحنظل، وعلى قدر الامها فان الفصل الذي خصصه الشيخ القاموسي عن اراء الشيخ الصريحة التي لو قالها في حياته لتلقى ما لا يحمد عقباه لذا كان يرفض ان يطلع عليها احد ولله الحمد خول من بعده ان اراد النشر والطباعة فليكن حتى لا نحرم من فيض افكاره البناءة ,

صراحة الشيخ محمد رضا المظفر مدرسة كائنة بحد ذاتها في النظر الى المسلمين وحالهم وافكار الامامية وكيفية التعامل مع عقائد الامامية والاهم مسالة الحكم الاسلامي فتبنى فكرة ليست هي ولاية الفقيه وفي نفس الوقت لا يرفض ولاية الفقيه انه انسان واقعي يتحدث عن ما يجري على العالم الاسلامي .انه هو الدعوة الحقيقة للاسلام وغيره هواء في شبك

واول صراحته ان له رايا في قاعدة اللطف (برهان اللطف أو دليل اللطف أو قاعدة اللطف أحد الأدلة والبراهين التي يستدل بها علماء المسلمين من الإمامية الشيعة في أبحاث العقيدة وعلم الكلام لإثبات وجوب الإمامة الإلهية وضرورتها عقلياً)  يختلف عن اراء فقهاء الامامية وانه يحاول التفريق بين ما نؤمن به وبين ما يوجد على ارض الواقع وكيفية تقريب المسافة، اجمالا هو يرى ان الانشغال باثبات فكرة لكي تحقق لنا عمل معين مع تحقق المراد من خلال وسائل اخرى فانه يرى ان نقتصر الطريق وناخذ مرادنا الذي جاء وفقا لفكرتنا التي تعترضها سهام الاعداء، والانشغال باثبات فكرة دون الاستفادة من ثمار الفكرة المزروعة في ارض اخرى يجعلنا نتاخر عن ركب الحضارة وهذا هو الذي يحدث .

الانشغال بكيفية غيبة المهدي ومتى يظهر وكيف سيحكم وهويته وما الى ذلك انشغل بها المسلمون بل ادت الى ان تكون ساحة للمدعين بالمهدوية والنيابة والبابية وخلط الافكار لدرجة ان الرافضين للفكرة وجدوا ضالتهم في النيل منها . محمد بن سلمان يعادي ايران لانها تؤمن بالمنتظر هل هكذا عقول يصح اقناعها بالمهدي روحي له الفداء؟ فلنثبت له عدالة المهدي بالقدر المستطاع وسيعلم من هو المهدي؟

الشيخ المظفر يرى ان الفكرة ضمن عقيدتنا وغاية الفكر الارتقاء بالبشرية وتحقيق العدالة وعلينا ان نرتقي بالبشرية ونحقق العدالة بما يتوفر لنا من ادوات وعدم الانشغال بنقاشات نعلم انها تؤدي الى متاهات بحكم الظرف الذي نعيشه ولو كان الشيخ المظفر على قيد الحياة الان ويرى ما يحدث لصفق يد بيد متحسرا على هذه الاحداث التي قرها قبل ثمانين سنة .

الشيعي مطالب بان يستخدم الغاية من عقيدته للتحرك ضمن المتاح له في هذه الحياة والعقائد تبقى محل تقديس، للشيخ المظفر رؤية فيها معان وافكار نقف عندها بتمعن وستكون هنالك مقالات تباعا لتسليط الضوء على الاراء الصريحة للمظفر التي رات النور بفضل القاموسي الرواية يقول في عقائد الامامية " ورد عنهم عليهم السلام جواز ولاية الجائر إذا كان فيها صيانة العدل وإقامة حدود الله، والاحسان إلى المؤمنين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (إن لله في أبواب الظلمة من نوّر الله به البرهان ومكن له في البلاد، فيدفع بهم عن أوليائه ويصلح بهم أمور المسلمين... أولئك هم المؤمنون حقا. أولئك منار الله في أرضه أولئك نور الله في رعيته...) كما جاء في الحديث عن الإمام موسى ابن جعفر عليه السلام. وفي هذا الباب أحاديث كثيرة توضح النهج الذي ينبغي أن يجري عليه الولاة والموظفين، مثل ما في رسالة الصادق عليه السلام إلى عبد الله النجاشي أمير الأهواز " راجع الوسائل  كتاب البيع الباب 78 "

اما رواية الامام الرضا عليه السلام فهي " إن لله تعالى في أبواب الظلمة من نور الله به البرهان، ومكن له في البلاد، ليدفع بهم عن أوليائه، ويصلح الله بهم أمور المسلمين، إليهم ملجأ المؤمنين من الضر وإليهم مرجع ذوي الحاجة من شيعتنا، بهم يؤمن الله روعة المؤمنين في دار الظلمة، أولئك المؤمنون حقا، أولئك أمناء الله في أرضه، أولئك نور الله في رعيته يوم القيامة" ( شرح المكاسب ج2ص76)/ فهذه ستفتح افاقا من الاراء والمباحث مع الاستشهاد بالوقائع

يتبع

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم