صحيفة المثقف

الشيخ المظفر: الصراحة تفسد علينا الامر

لا نستطيع الحكم على الاراء المختلفة بين العلماء وعلى القرارات المصيرية والتي نسلم بها ونتبعها لانها صدرت عن النجف، وللوسط الحوزوي في النجف اعرافه و تقاليده في الدراسة والاجتهاد والاعلمية والتقليد، والاراء الصريحة للشيخ محمد رضا المظفر التي لو قالها في حياته لكان افضل مما نشرت بعد مماته لان هنالك من سيؤول راي ما ويتجاهل راي اخر ويطعن بالشيخ طرف ثالث وهو الذي ذكر حساسية ارائه وخشيته من البوح بها اثناء حياته فلجا الى الورقة والقلم لكي يبوح بها .

والمحاور التي خاض فيها حقيقة هي محل اثارة في يومنا هذا ومن يقلد النجف يبحث عن اجابات لتبرير تقليده، ومن يبحث عن العثرات فيرى هذه الصراحة غنيمة للطعن بينما هي ليست هذا ولا ذاك .

محنة الشيعة مع الحكومات في العراق وايران محنة متجذرة ولا زالت حتى هذه الساعة وبالفعل اثار راي الشيخ المظفر بهذه المسالة عدة تساؤلات لتجسد حقيقة محنة الشيعة، ففي الوقت الذي يجوّز الفقيه التعامل مع الحكومة التركية العثمانية لانها حكومة اسلامية تراهم يحظون على الثورة ضد الحكومة الشيعية  وهذه مفارقة جعلت الحاكم السني بمناى من غضب الفقيه الشيعي، هذا الراي بحاجة الى دراسة وقراءة والتمعن جيدا في اراء الفقهاء ونحن العوام علينا ان لا نحكم على ظاهر القول.

الاراء الصريحة لم تخرج للعلن في حياته ليؤكد خطورتها خصوصا ما يخص الاعلمية وصفات المجتهد فللشيخ المظفر راي مثير للجدل وهو القائل في اوراقه ( ولا شك لو اطلع ( ساداتي العلماء) على هذا الحديث الصريح ـ لاسيما اذا نشرـ لرموني بالمروق من الدين والكفر ( من اوراق الشيخ المظفر ص/200)، يقصد بالحديث عن ما يجب عليه المجتهد وما اضاف من شرط ثالث ينفرد به المظفر على ان يتوفر في المجتهد، يقول المظفر قد يعلم المقلد باعلمية واجتهاد الفقيه ولكن لا يعلم بعدالته الا بالممارسة، وذكر المظفر مسالة اختيار المرجع فيقول في زمانه ان اعلمية الشيخ النائيني ليس عليها غبار ولكن المرجعية اصبحت من حصة السيد ابي الحسن الاصفهاني لكثرة التفاف الفقهاء حوله ـ يسميهم المظفر في اوراقه (الابطال) ولا اعلم ماهي غايته؟ ـ وهنا يؤكد على العلاقات الاجتماعية التي يجب ان تكون ضمن شروط اختيار المرجع .

هنا يذكر رواية وهو يقول ان صحت فيا شيخنا الجليل ان لم تصح وانت ذكرتها فالامر مؤلم بالرغم من ان هنالك من ذكر رواية اخرى على غرارها، رواية الشيخ المظفر ان الشيخ جواد الجواهري احد اصدقائه لامه على تاييده  للسيد ابو (ابي) الحسن واتصاله به في وقت كان ابن عمه الشيخ علي الجواهري  وصهره يلمع اسمه بين الاسماء في التقليد وقد التف حوله كثير من اهل العلم (العرب) وقلده كثير من الناس لا سيما في العراق، فقال ماذا اصنع ؟ فان الابطال في النجف في هذا الشان يبلغ عددهم الخمسين وكلهم التفوا حول السيد فلا استطيع الانفراد عنهم ومقاومتهم، ثم يقول المظفر (وهذه الصراحة الممضة ـ ان صحتـ )، (من اوراقه ص/196) يعني لربما غير صحيحة والنتيجة اثارت لغط، وهذه الرواية  على غرارها ذكر السيد طالب الرفاعي في اماله التي كتبها رشيد الخيون عندما قال لاستاذه الشيخ عباس الرميثي بانه سيكون هو المرجع بعد وفاة السيد الحكيم فقال له بابا  ما اصير اني عرب.. عجبا للرفاعي والرميثي اليس السيد الحكيم من العرب ؟ حاول بعض المتقولة تبرير ذلك بانه بسبب دعم الشاه للسيد الحكيم لابعاد المرجعية عن مواطنه (البروجردي) وهذا كلام تافه، لان المرجعية من بداية الغيبة الكبرى وحتى هذه الساعة لم تتاثر بهكذا سلاطين في تعيينها لانها تاتي باسلوب يعجز عنه العالم ولا يستطيع اكبر طاغوت التدخل فيها وحدثت تدخلات وفشلت، نعود للشيخ المظفر مسالة تكرار عبارة الابطال في هذا الشان فيه الكثير من الضبابية، فان كانوا حقا فقهاء وعلى درجة عالية من العلم فانهم ابطال حقا ولهم رايهم الجمعي المهم، والمظفر يؤكد على العقلية الاجتماعية للمرجع وهاهي تتجسد عند السيد ابي الحسن الاصفهاني عندما جعل الابطال يلتفون حوله، ومسالة ذكر كلمة العرب هذه بحاجة لنقد ورد

يتبع 

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم