صحيفة المثقف

رأي في اوراق شيخنا المظفر

الاراء الصريحة جاءت جريحة وان كان ما كتبه هو لحرصه على مذهبه فان هنالك ما لا يمكن ان يكون ضمن الاراء الصريحة ولانني اتابع ما يخص مرجعيتنا التي هي صمام امان للشيعة من سنة 329 هـ والى يومنا هذا، حقيقة فكرت كثيرا ببعض الكلمات والاراء التي تطرقت لها في مقالنا السابق بخصوص اختيار المرجع والشرط الثالث الذي اضافه الشيخ المظفر قدس سره وهو العقلية الاجتماعية وتعد اكثر اهمية من الاجتهاد لانها حلقة التواصل مع المجتمع، وهذا بحد ذاته موضوع شائك وذو حدين .

بداية ان الاراء التي لم يقلها في حياته لاعتبارات هو ذكرها خوفا من ردة الفعل التي تؤثر عليه، بينما هو في الوقت نفسه يطالب المرجع بالوقوف ضد الطواغيت فهل ردة فعل الفقهاء على رايك الصريح اكثر ظلما وجورا من ردة فعل الطواغيت على المرجع اذا وقف بوجههم، موضوع التقية والشيطان الاخرس سيكون له مقال اخر فيه تفصيل .

ولكن التطرق الى مسالة المرجع الاعلم وذكر التفاوت بين الشيخ النائيني والسيد الاصفهاني والشيخ كاشف الغطاء والشيخ الانصاري والشيخ الجواهري قدست اسرارهم جميعا فان الاختلاف بالاراء في البيت الواحد امر طبيعي وهذا حدث حتى في بيت العترة المعصومة، ولست انا من يذكر شيخنا بالاختلافات بين ابناء السجاد وابناء الصادق بل وحتى ابناء الهادي عليهم السلام جميعا .

ومسالة المرجع عربي او غير عربي فهذا مردود على من يدعيه لان تراث اهل البيت كثيرا ما يردد ان اكرمكم عند الله ولا فرق بين عربي واعجمي بل نردد كثيرا رسالة الامام علي للاشتر اما اخ لك في الخلق و..، وللتاكيد اكثر ففي بعض مصادر التاريخ تثبت ان ايران اصلها عربية،(فابن إسحاق يقول: “إنَّ الفرس من ولد فارس بن لاود بن سام”. وابن الكلبي يقول كذلك والطبري يقول: انهم ابن إسحاق بن إبراهيم (ع). ويقول ابن خلدون في تاريخه ” فلا خلاف بين المحققين أنهم من ولد سام بن نوح وأن جدهم الأعلى الذي ينتمون إليه هو فرس‏.)، و اضف الى ذلك الفقهاء الايرانيون السادة الاشراف اي من نسل بني هاشم كيف يكونوا فرس وليس عرب ؟

والمهم جدا ان اختيار المرجع لم يكون بانتخابات ولا مؤسسة فيها بيت رئاسي وعرش مطعم بالذهب ومن يكن له السبق لدخول المؤسسة يكون هو المرجع، المرجع امر فطري عقلي ومسالة العقلية الاجتماعية التي يراها الشيخ المظفر من اهم المؤهلات لبلوغه الزعامة المطلقة، ومن رايه هذا يرى ان العقلية الاجتماعية اهم من العلمية والعدالة وهذا فيه غرابة، فلو كان الشيخ المظفر على قيد الحياة في عصرنا هذا لراى من هب ودب يتبعه خلق كثير عبث بالنسيج الشيعي اي انه يتمتع بالاهم كما قال الشيخ المظفر وهو العقل الاجتماعي فكانت النتائج وبالا على الشيعة .

السيد السيستاني هل يتمتع بعقل اجتماعي؟ طبقا لحيثيات الاراء انه لا يتمتع بذلك بحكم ظروف حياته التي عاشها في العراق تحت وطات الانقلابات الظالمة والعداء الشرير للمرجعية من الستينات الى يومنا هذا ولكن تراه يتمتع بجماهيرية اجتماعية يغبطه العقلاء ويحسده الاشرار على هذه الجماهيرية، فالعقل المفعم بالعلمية والعدالة تاتيه الجماهير اسرابا وزرافات لتقلده، وفي نفس الوقت لا يوجد مرجع يدعي الاعلمية ويرغم الناس على تقليده .

مسالة الاموال مسالة عفى عليها الزمن وولت ولكن لا زالت هي الاسطوانة المشروخة التي تتردد دائما على افواه المتصيدين في الماء العكر، ويكفيها المرجعية بانها لا تمتلك سلطة تنفيذية او دوائر استخباراتية لترغم المقلدين على الالتزام بتعاليمها .

العلماء ليسوا معصومين وليسوا بمنزلة المعصومين انهم مجتهدون والله العالم بنواياهم ولنا الحرية في تقليدهم او تركهم، واما مسالة اجماع الفقهاء على من يختارونه لمنصب الاعلم فهو امر رباني وعقلي ولا يسمح ابدا للدسائس لان تؤثر على الاختيار، نعم هنالك من يفرض نفسه وهو مدفوع باجندة خارجية او غرائز نفسية شريرة ولكن سرعان ما تنكشف، ففي زمن الامام الصادق عليه السلام ظهر من صلبه ومن تلامذته من خالفه واسس لنفسه مذهبا على غرار المرجعيات المتعددة اليوم ويبقى الحق لا يعلى عليه وتبقى الامامية لا ترضخ للسلطة الظالمة .ستظهر عبارة جواز ولاية الجائر حسب راي اهل البيت وكذلك حديث ان لله في ابواب الظلمة من نوّر الله به البرهان فيدفع بهم عن اوليائه ...هذا ايضا لنا رد عليه وله حدوده واستشهاداته .

اما الفقيه الذي يامل ان يكون مرجعا ولم ينلها فهذا حق مشروع له والتنافس الشريف هو الذي يجعل من مدرسة الامامية مدرسة حية لدرجة ان التبعيض في التقليد والامتثال للاعلم مسالة راجحة وعقلية وحيوية، اما من يريد ان ينال المنصب ولم ينله فتكن له اراء تعبر عن الامتعاض فهذا من افاعيل الحاشية السوء وهي التي اشار الشيخ المظفر اليها والى تاثيرها عندما تكون سيئة، فليست كل حاشية سيئة، البعض منها نعم سيئة وهذا بعينه حدث مع الامام الكاظم عليه السلام عندما رفض الحاشية تسليمه الاموال، ومع السفير الثالث عندما نصب بدلا من الشلمغاني فكان ما  كان وهذا امر طبيعي فالحق لا يسير في طريق مفروش بالورود

يتبع

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم