صحيفة المثقف

مصطفى الكاظمي..هل بدأت المواجهة؟.. مؤشرات سيكولوجية

قاسم حسين صالحفي مؤتمرة الصحفي الذي عقده السيد مصطفى الكاضمي (الخميس 11 /6/ 2020) يلتقط المحلل السيكولوجي عددا من المؤشرات نوجزها في الآتي:

الاول: قوله: "تلقيت تقارير من الأجهزة الأمنية حول خطط قتلي خلال زيارتي إلى الموصل"..ما يعني ان المعركة بينه وقادة احزاب الأسلام السياسي قد بدأت..وأنه في قوله للأطراف السياسية (لست خائفا)..فانه يبعث برسالة للعراقيين بأن ساعة الصفر في معركته مع (حيتان الفساد) قد حان زمن تحديدها..وانه يبعث برساللة للعراقيين  على ان كونوا " سندا لي وأعينوني عليهم" .

وفي هذا ينقسم العراقيون الى فريقين:الأول يرى ان الكاظمي يعمل ترويجا او تسويقا لشخصيته بصفته اول رئيس مجلس وزراء بعد التغيير يختلف عن سابقيه فيما هو لن يجروء على مجابهتم،  لأنهم هم الذين اتوا به، وان الأحزاب الفاسدة لا تنتج قائدا وطنيا، ولن تولّي عليها من يهدد مصالحها.

والثاني يدرك عن يقين بان الكاظمي تعرض الى ضغوط تصاعدت الى تهديد، ما يعني ان الرجل صادق ومدرك ان الأمور ستنتهي الى مواجهة..وان بين العراقيين من منحه ثقته وبينهم من علقها لحين ساعة الفعل.

(كان اول مقال وجهناه للسيد الكاظمي بعنوان:عليك بالفساد اولا,,نشر في الزمان والحوار المتمدن)

المؤشر الثاني: قوله اننا اضطررنا الى استقطاع الرواتب لنقص السيولة يحمل  تفسيرين:

اما انها كانت باقتراح من مستشاريه وقبله مكرها.. وهو احتمال ضعيف، واما انه وظفّها بذكاء بهدف جس نبض الشارع ليوصل نقمة العراقيين على حيتان الفساد الذين استفردوا بثروات العراق وعزلوا انفسهم في 10 كيلومتر مربع تاركين الشعب يعاني الفقر والعوز فيما هم مرفهون بالمال الحرام.وأظنه قصد ان يوصل رسالة خاصة الى من اشاع الفساد في زمن حكمه، وحابى وداهن وخان الأمانة بقوله(لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها).

المؤشر الثالث  :حملت  لغة الجسد  في مؤتمره الصحفي هذا انطباعين متضادين عند العراقيين:

- فريق وجد انه لغة جسده تكشف عن انه ليس صادقا في نواياه،  لانه اكثر من مفردة (بصراحة)، وان لديه مشاكل في النطق ومخارج الحروف تضعف من تأثير لغته..فيما تحتاج مثل هذه المواقف الى خطيب بارع.

- وفريق وجده متوازنا في لغتيه الكلامية والجسدية  ما يوحي  بانه صادق..ويثير التعاطف معه.

وسيكولوجيا، ان العبارة الصادقة يختبرها المتلقي في تعابير وجه قائلها ومستوى الصوت..وما كانت واضحة عند الكاظمي بقدر ما كانت تكشف ان الرجل (في حيرة من أمره) وانه لم يتخذ القرار بعد ولكنه يهيأ له بحذر لضمان نهاية محسومة ..يريد فيها ان يكون المنقذ المخلّص..ويعرف انه لن يكون ما لم يحدث اليقين عند العراقيين.

موقف:

ليس مضطرا ان يعلن السيد الكاظمي عن موقفه الرافض للتهديد بتصفيته جسديا ليكسب تعاطف العراقيين، وليس صحيحا  بانه في موقفه هذا يخدم الفاسدين بامتصاص نقمة الناس ضدهم. ونرى ان الموقف الصحيح هو دعم توجهات الكاظمي في تحقيق ما وعد به...مع تنويه خاص بالمتظاهرين، ان  لا تخدّر مثل هذه التصريحات مواقفهم وتحد من نشاطهم بتحقيق هدفهم في (نريد وطن)، وان يمنحوا السيد الكاظمي دعما،  باشعاره  بانهم معه طالما هو مع الشعب العراقي ويعمل على استعادة هيبة الوطن وكرامة اهله.

 

أ.د. قاسم حسين صالح

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم