صحيفة المثقف

دوّامة

حسين فاعور الساعديولدتُ على الأرضِ،

بين الصخورِ

فغاص التراب بلحمي

وحطَّ على جبهتي

شارةً ووساما

صرختُ كثيراً

فبانت نجومٌ ولم يسكتوني

ولم يدركوا

أنني لن أناما

 

رضعتُ ابتهالات أمي

حملتُ الجياعَ وهمَّ الجياعِ

وهمّي

ولمّا بلغتُ الفطاما

 

إخوتي الجائعونَ

العراةُ!

الحفاةُ

النشامى !

رفاقي إذا اشتدَّ يومي

رفاقي القدامى!

 

وأهلي الحفاةُ

الطغاةُ

الضحايا!

 

بلادي بلاد الحرائر

أضحت بلاد السبايا

 

بلادي من الأطلسي

إلى الرافدينِ

ظلامٌ يخيّمُ في كل ركنٍ

ظلامٌ وجهلٌ وجوعٌ وفقرٌ

وموتٌ رخيصٌ

ظلامٌ يلفُّ الظلامُ ظلاما

 

وفي الأفْقِ نجمٌ خجولٌ

يطلُّ

أضعتُ الطريقَ إليهِ

تلألأ في الأفْقِ

يخبو

يشعُّ

أكادُ أراهُ

أسيرُ إليهِ

أسيرُ لأخرجَ من ليلنا المدلّهمِ

أسيرُ إليهِ

أسيرُ وحيداً

أسيرُ

استوت قدمايَ

فيزداد عني ابتعاداً

ويغشى الظلامُ ظلاما

 

سحبتُ يراعي

وجرّدْتُ سيفي

لوقف الحروب التي اختلقوها

لأدفع عنا السهاما

 

مضيتُ وحيداً أصارعْ

أصدُّ السهام بكفي

وعن آخر الروح كنتُ أدافعْ

تمادى القتالُ

وطالَ

تحوّلَ حربَ شوارعْ

أحلنا البلاد حطاما

تعبتُ

فلذتُ

لأرتاحَ أو لأريحَ

فضاقت علينا الدروبُ

وزدنا انقساما

رأيتُ رفاقي الجياعَ

جنوداً مع الظالمينَ

صُدمتُ

بكيتُ

وكدتُ أُجنُّ

فكيف يدافع عن سارق الحقلِ

والقمحِ والخبزِ جائع؟

وكيف إذا مات وغدٌ حقيرٌ

نجيء بوغدٍ يسدُّ المقاما؟

***

حسين فاعور الساعدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم