صحيفة المثقف

لحظتي المُشتهاةُ معكِ

احمد الحليالكلمة

تقفُ طويلاً أمامَ المرآةِ

تُمشّطُ شعرَها ، تتأنقُ

تعتني بهندامِها  تتعطّر

لأنها ببساطةٍ

ذاهِبةٌ إليكِ

 

يكتمِلُ قمرُ صدودِكِ

فيبتديءُ قلبي

بالعِواء

 

لا تكفيني ذراعايَ

لكي أضمَّكِ

أحتاجُ لأذرعِ أخطبوط

 

قاتِمٌ  وموحِشٌ ليلُ غُرفتي

من دونِكِ

تتقافزُ غِيلانٌ فيهِ

من حولي

 

كما يترقّبُ

الآثاريُّ بشغَفٍ

أن يُماطَ اللِثامُ

عن كنزٍ مَخبوءٍ

في أعماقِ الأرضِ

ومثلما يفحصُ مستكشِفٌ

تربةَ منجمٍ للعثورِ

على عروقِ الذهبِ

كذلكَ تتملَّكني الرغبةُ

إلى لحظتي

المشتهاةِ معكِ

 

حتّى الرِيشةُ سيُصبِحُ

لها وزنٌ في الميزانِ

حِينَ تحظى

بنظرةٍ حَانيةٍ منكِ

الصيرورة

ظلت الريشةُ التي سقطت للتوّ من جناحِ الطائرِ تحلّق بتمهّلٍ في حركةٍ دورانيةٍ تحملُها الريحُ أنى شاءت ولكنها مع ذلك انتابَها للمرةِ الأولى شعورٌ بالبهجة والرضا حيث انها احست باستقلاليتِها واخيراً وبعد ان هدأت حركةُ الهواءِ وجدت نفسَها تحطّ رويداً رويداً فوقَ ورقةٍ ساقطةٍ تحت شجرةٍ  عملاقة .

أحسّت بوطأةِ الغربةِ وأن عالماً مجهولاً ينفتحُ امامَها وأنه ليس ثمة من احدٍ يعتني بها .

قالت للورقة:  ماذا تفعلين هنا يا اخية؟

- ألا ترينَ. لقد لفظتني الشجرةُ الأم التي ترغب بتجديدِ نفسِها في كل موسم

- إذن ما الذي ينتظرُنا هنا؟

الفناء

***

أحمد الحلي

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم