صحيفة المثقف

ملحمة المنفى (2)

صحيفة المثقف (1)  خطوات على الطريق ..

حلمٌ، قد تسأليني..

كيف انجو من همومٍ

طاولت حتى أنيني..

فاقَ سهدي واشتياقي

ضاقَ ذرعاً من بعادٍ

لم يكن سهلاً ركوب الغيم

والمعنى حنيني..

أينما ألقاك في دربي، سليني..

حين تمضين بصمت

كيف تبقيه سؤالاً يرتجيني ..

**

(2) شيطان الشعر..

شيطان الشعر، يتسكع

عند رمال الشاطئ

يبحث عن جسد

يسطع في لون الشمس

والعالم من حوله يشقى ..

يراهنُ، ان الفجر الغارق في اليم، سيبقى..

والجسد المسجي يسيح نبيذاً

يترقرق في خابية الزمن الراكض كالحمقى..!!

**

(3) السهل والجبل ..

جبلٌ،

يتحدرُ نحو السهلِ

تعانقُه زفراتٌ

مبعثها غيمات سكرى

تحاور أنساماً تنفث عطراً

بعدها تجثو راكعة

بانتظار الصباح

لتبقى،

ساجدة، يسكنها صمت يشقى ..

يشاغلني السهل

من قمة الخوف

تحت ذاك الوشاح..

يتساقط من ثغر هذا المساء..

صخب السنين

وصمت الدهور

وقيظ الظهيرات

وبرد الشتاء..!!

فهل اسقط الهم اوراقنا

في أرق..

ودندن قيثاره في نزق..

وفي الحب ينبت السنديان

وتعلو نهاراتنا

وتلهو مساءاتنا

في الشفق

ما بين اثنين :

قمة لم تشأ تحتفيني سهادا

وسهلا تذوب باحشائه

معتمات الوهاد..

ايها الليل كفكف دموعك

عندما تنحني في حضرة السهل

أو في قمة الاشتهاء..!!

**

(4)  الجذور..

قلعوها، حطباً ورموها

تحت الشمس

وجاءَ الماءُ

ليسري في جوف الموت حياة..

**

(5) اليوم الاخير..

قد يكون هو اليوم الاخير

اقترب مني قليلا

لكي احسك سيلا

من الحب قد لا اراك غدا

وما بيننا لم يك يماً

وقد لا اراك غدا

فالوقت يهرب كالرمل ينسلُ سهلا

الى عالم لم يعد فيه اقتراب..

بل على اكتافنا يجثم الاغتراب..

والقلب يموت من الانتظار

وحيداً،

اذا ما كنت بعيداً

سيبقى أحد منا وحيداً ..

ايها الظل

ترافقني تحت نور القمر

اقترب مني كثيراً،

بدونك أبقى شريداً ..

وحبي لن يموت،

واذا متنا

سيبقى وحيداً ..!!

***

د. جودت صالح

01/06/2020

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم