صحيفة المثقف

شبكة الاعلام العراقي مصداق على فشل الاعلام العراقي

محمد جواد سنبهفي صباح هذا اليوم ١٩ حزيران ٢٠٢٠، ظهر على شاشة الفضائية العراقية، خبر عاجل هو تصريح لوزير الصحة العراقي، يقول فيه بان العلاج الروسي لوباء كورونا قد بدأ تصنيعه في العراق، وانه سيتوفر في الاسبوع القادم.

هكذا خبر له اسبقية خبرية عالية، واهمية اعلاميّة قصوى ليس على مستوى العراق فحسب، وانما على مستوى العالم بسبب ان جائحة كورونا، تحصد يوميا المئات من الارواح، فضلا عن اصابة آلاف الاشخاص في مختلف بقاع العالم. والعراق هو الخاصرة الاضعف في العالم، من ناحية ضعف الخدمات الصحية، لاسباب غير خافية على أحدّ.

ازاء هذا الخبر المهم، كان يفترض بالاعلام العراقي عموما، وبشبكة الاعلام العراقي خصوصا، ان تبادر لبث روح الأمل عند المواطنين العراقيين، من خلال اجراء لقاء خاص بالسيد وزير الصحة العراقيْ لتأكيد الخبر من ناحية، ومن ناحية اخرى لتعزيز الحالة النفسية المتعبة، للشعب العراقي.

 كما أنّ الشق الثاني من الخبر اشار الى تصنيع العلاج في العراق. وهكذا خبر بشقيه، لو كان تحت تصرف مؤسسات اعلامية مهنية ناضجة، لقامت بدورها لتأكيد منجز مهم للحكومة العراقية، تحقق عن طريق وزارة الصحة العراقية. هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، تقديم العراق للعالم بان لديه مصنع للادوية، قادر على مواكبة التطورات الدوائية في العالم. وهذا بحد ذاته مكسب مهم لجذب الاستثمارات التي يبحث عنها العراق، بعدما ضيع فرص الحصول عليها بسبب الفساد الحكومي.

 أنا كمواطن عراقي اعيش حالة الخوف من وباء كورونا، شعرت بشديد الاحباط، عند متابعتي لاخبار الساعة الثامنة مساءً من على شاشة الفضائية العراقية.

لقد تناولت هذه القناة الخبر بصورة باهته وباردة ايضا، ولم تكلف هذه الفضائية نفسها، بارسال احد مراسليها الى السيد وزير الصحة، للاستفهام منه عن حيثيات موضوع يقلق العالم، وليس الشعب العراقي فحسب. مثلما لم تلتفت هذه القناة البائسة، الى ان مثل هذا الحدث بحاجة الى ندوة متلفزة يحضرها السيد وزير الصحة، وعدد من المعنيين بالشأن الوبائي وتصنيع العلاجات الطبية في العراق، لغرض تعريف العالم بالكفاآت العراقية التي طمرتها الصراعات السياسية في بلاد الرافدين.

فلتوقع شبكة الاعلام العراقي، على فشلها كمؤسسة اعلامية حكومية، يقع في سلّم أولوياتها و مهامها اطلاع الشعب العراقي، على كل ما يهمّة من اخبار، تخص اهم جانب في حياة الانسان، ألا وهو الجانب الصحي.     

 

محمد جواد سنبه

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم