صحيفة المثقف

دنيا القصيد دنيا القصيد

محمد صالح الغريسيسافـــــرتُ في دنيــــا القصيـــد بلا حـــدودِ

فتنـــاثرت درر القصيـــــد على القصيـــــدِ

 

صــــور من المــــاضي تداعب خاطـــــري

فتهــــــزّني، فأكـــــاد أُولــَـــــدُ من جــَـــدِيدِ

 

و ألــــــوذ من دنيـــــــا المصــائب بالمــــــنى

متصـــــابيا، و أظـــــلّ أحبــــــو كالوليــــــــدِ

 

و أظــّ أحلــــــم بالفـَــــــرَاشِ و بالزُّهُو

رِ على المدى، جذلان بالعيش السّعيــــدِ

 

مــــا كنت أدري و الضّبـــــــــاب يلفّـــــني

في رحلـــــــة العمـــــــر المكلّل بالجليـــــدِ

5

أن تمضي الأعمــــار مثــــــل غمامـــــــــة

حبـــــلى بمـــــزن بين صــولات الرّعــــــود

 

فتقـــــودها الرّيــــــــــح العتيّــــــة عنــــــوة

فتضيع ما بين الصّحــــــاري و النُّجـُـــودِ

 

أنّــــى أداري سطــــــوة الأيّــــام مِــــــنْ

أمســي،تطـــــاردني الوساوس كالأسود!

 

فأغـــــوص في بحـــر القــــريض ملامــــسا

درر البهــــــاء،مــــن"الطّــويل إلى المـــديدِ"

 

متنقّـــــــلا بيــــــــن المشاهــــد و الـــرّؤى

في عـــــالم الشّعــــر المعطّــــر بالــــورودِ

10

 

"عشتـــار"  يا زَهْـــوَ النّجـــوم، تَأَلــَّقَــتْ

لتضـــــيء درب العاشـــــقين بلا مَحِيـــــدِ

 

سطّــــــــرتِ من عشـق النّخيـــل قصيـــدة

تختــال مــن أرض العــراق إلى "الجــريدِ"

 

تتلــــــو على شعـب العــــــروبة حــــرفها

من أرض "شنقيطٍ"  إلى "اليمن السّعيــدِ"

 

ما بـــــال أهــــل الضّـــاد أَغْـــرَبَ أَمْرُهُمْ

يُعْلُـــونَ من نَكَـــلُوا بهم، مثـــــل العبيـــدِ!

 

أمـــوالهم نهـــب لمـــن ظلمـــوا الـــورى

و ولاؤهـم في الــــذلّ للخصـــم اللّــــدودِ

15

و عـــديدُهم، مثـــل القطيـــع يقـــــودهم

جلف مـن الأعـــداء بالسّـــوط العنيـــدِ

 

ولســان أفضلهــــــم يقــــــول ملبّيـــا:

الأمر أمرك سيّــــدي.. هل من مَــزِيدِ

 

و يعود أنكيدو  الّذي عـــرف التّمـــد

دن مذعنا، غـــــرّا تأسّـــره القـــدود

 

ليصير من فـــــــرط الغبــــاوة طيّــعــا

مستسلمـــــا، عبــــــدا بمملكة النّهــــودِ

 

قد تاه عن عشب الحياة و ما اهتدى

ما أكفر الإنســان من عبد جحـــــودِ

20

يا صـــاحبي، تمضي بنـــــا الأيّام ُمسْــ

رِعَةً كلمع البـــــــرق في هــــذا الوجـودِ

 

و الكلّ منشغـــــل يدقُّ الطّبـــــلَ مُنْــــ

دَفِعًــــا كطفـــل عابثٍ، نـــزقٍ عنيــــدِ

 

فلســوف تصفعــكم يـد الأيّام صَفْـــ

عَتَهَا بكفّ عقابهــــا القاسي الشّديـدِ

***

شعر : محمد الصالح الغريسي

24/10/2019

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم