صحيفة المثقف

يمنح الأرض زهراً بلا رائحة

نجيب القرنهذا الربيع الذي انتظرته المدينة

قبل حلول الخَرَف

لينهي حكاية (قَرَقُوشها)

حين تعالى

حتى استوى فوق عرشٍ إلها

فأضحت بيوتُ المدينةِ شاحبة

 والنوافذ عطشى

 وكل المسافات ليس لها مبتدأ

 الإله الذي

 ظل ينفخ أرواحنا بالسديم

 ويفتح جنته لزبائنه المخلصين

 الإله الذي

 على فلك العمر يسبح دون انتهاء

 ويوم يؤرقه ومض مشكاتنا

 تجيء العبيدُ إليه بعشر لغات

 تترجم سيرة نطفته في الهواء

 هذا الربيعُ الذي انتظرته المدينة في ولهٍ

 ليطمس كل فصول العناء

 ويخضر شارعنا

 هل أناخ على غير موعده

 كيف استطاع خداع جماهيرنا بسراب الخلاص

 أطلق حنجرة البؤساء

 فوق رصيف تكلس من سَفَر الأمنيات

 جاء يردد أنشودة نصفها حائرة

 ينثر حول الميادين ريش حمام

 وهتاف سقوط بغير ارتطام

 هذا الربيع

 زمجرة من وعود

 تاهت عقارب ساعته فجأة

 ليرحل دون اكتراث بأنوائه

 غادرنا

 والعصافير بين فضاءاتها واجمة

 أسلمنا للحقود يرمم آمالنا

 لغزاة يجيئون رغم أنوف شوارعنا

 يمدون ظل إله جديد

 على ظهر خارطة تائهة

 يا لهذا الربيع الذي

 يمنح الأرض زهراً بلا رائحة

 ***

نجيب القرن

18 / 8 /  2013م

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم