صحيفة المثقف

إسراء الموت ومعراجه في (زمن الكورونا)

علي المرهجالإسراء هو تلك الرحلة والنقلة لبشر يخترق أفق النظرية والواقع ليدون لنا تاريخاً عن رحلة بمثابة تجربة روحية ينتقل بها شخص حفته الرحمة الإلهية بعنايتها ليكون رسالة سماوية شفافة للتعبير عن الاعجاز.

أما الاعراج، فهو انتخاب إلهي لشخص دون غيره ليكون رسولاً للرحمة ما بين الأرض والسماء، ليكون الإسراء بمثابة الرحلة الأرضية، واعلان عن مضان (الرحلة الأرضية) بوصفها مرادفة لمفهوم (الإعراج).

لا أخوض في تفسير المُفسرين حول اختلافهم في أن يكون (الإسراء) جسدياً أم روحياً، وقد يكون بجسد وروح كما ذهب إلى هذا الرأي بعض المفسرين.

أما المعراج، فهو سياحة روحية في عوالم السماء وطبقاتها السبع.

في (زمن الكورونا) انتخاب وامتحان لبني البشر مؤمنون وغير مؤمنين، ليكونوا في قافلة التوديع لأحبة لهم، فتسري أرواحهم بعد أن أحاطتهم الرحمة الإلهية بعنايتها ليكونوا رسلاً للتعبير عن الاعجاز الإلهي، فتسري أرواحهم مثالاً يُرتجى أو أنموذجاً به يُقتدى.

أما عروج أرواح هؤلاء (المصابون بجائحة كورونا) للسماء، فهو يشبه بمثابة (عروج الشمس) حين تميل للغروب، لذا فهو في حال مكسب حينما نفهم العروج بوصفه ارتقاء، وهو عود للانكسار حينما تميل الشمس للغروب، فمن عرج عليك فقد مال، والميل معنى يشي بأن هناك حدثاً ما كسر أفق المألوف عندنا، فانحرف عن المسار.

وفي (زمن الكورونا) انحراف وميل، وعرج في قدمي الحياة، فلم تعد قادرة على المسير بمثلما ما نأمل، فعرجت عنا مواطن الحياة وانكسرت عصاها، فلم تعد تصلح لهدايته للطريق الأصلح، ليكون (المعراج) تفسيراً لحياتنا بوصفها (منعرجاً) وطريقاً لا يصلح للعيش بقدر ما يصلح للموت.

لم يعدّ للملائكة وجود في حياتنا، فجلّ ما يوجد فيها إما شياطين من نتاج هذه الأرض، أو أبالسة خلقهم الله ليتعبوا الملائكة، فلم يعد معنى (العروج) يعني الارتقاء، إنما هو (تعرّج) وسيّر في طريق لا استقامة فيه، لنكون نحن (عرجاناً) في (زمن الكورونا).

 

ا. د. علي المرهج

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم