صحيفة المثقف

ميتافيزيقيا

عادل الحنظلألْقوكَ جسما عاريا

تحتَ السماءْ

أتُرى عرفتَ بما يخبّئهُ العَراءْ

قالوا لروحكَ رفرفي.. واستأنسي

علّ انعتاقكَ من قيودِ الجسمِ

يمنَحُكَ الصفاء

فمنَ العدالةِ أت تَرى

ما حرّمتهُ عليكَ أنظمةُ البقاء

ستحومُ فوقكَ في الخواءِ مخالبٌ

لكنّ ذلكَ ما يشرّعُهُ الخواء

لا قيدَ، لا أصواتَ، لا متحكّما

أو آمرا أن ترتدي ثوبَ الرياء

في خُلوةٍ

لا سيّدا فيها سواكْ

تجِدُ الاماني كلّها..مبسوطةً

فأخترْ لذاتكَ ما تشاءْ

نهجانِ في جَوْفِ الردى

تلقاهما..

كلٌ يقولُ حَلَلْتَ أهلا في اللقاء

هذا يقودكَ مُغريا

كي ترتوي من خمرةِ الاعنابِ

كأسا تلوَ كأس

بين أردافِ الإماءْ

كشهادةٍ لكَ أنّ شيمتَكَ الدُعاء

تنسى ولا تنسى

تحيى ولا تحيى

ترضى بلا شكوى

فليسَ حولكَ سامعٌ منكَ الشكاءْ

شيئا ستدركهُ

وقد أُعْييتَ دونَ مشقّةٍ

ونَصَبتَ من تمسيد أكفال النساء

من طبعِ جِنْسكَ أن يمَلَّ

وإنْ تنعّمَ في الرخاءْ

أفَحُسنُ ربّات الخدورِ الباكراتِ

وقصركَ الزاهي على نهر الحُميّا

سوفَ يعطيك الرِضاءْ

أنظرْ إذنْ

لفتى غَوى في نهجِهِ

أرخى لرغبتِهِ القضاءْ

سيطيرُ من أرض الخلاصِ محلّقا

كالطيرِ نحو مفازةٍ من ثلج

لا حورَ فيها للسقايةِ

أو قُطوفا للهناءْ

سيهيمُ حرّا في الصقيعِ

ينادمُ الارضَ التي

أعطتهُ من قبل إنتشاءْ

لا منتدى فيها يطوفُ به

ذوو أعجازَ أشبهُ بالحسانِ لِمَن يشاء

يلقى هنالكَ ماردا

لا شكلَ يُشبههُ

يحيطُ به رفاقٌ أوفياء

البردُ يوقدُ جذوةً فيهِ

حممُ البواطنِ ليسَ يمنعها انجمادُ السطحِ

أو قفرٌ اذا قَفرَ الخلاء

هذانِ درباكَ اللذانِ تراهُما

قيدا من الذهبِ الجميلِ

وآخَرا

حُرٌّ به

تمشيهِ دونَ مخافةٍ

إنْ ضِقتَ نفْسا

ليسَ يمنعكَ انتماء

***

عادل الحنظل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم