صحيفة المثقف

تفشي ظاهرة الانتحار في اقليم كوردستان

عماد عليهل يصح ان نسمي السلطة الكوردستانية بانها منبثقة من رحم الشعب ام انها شاذة ومصنوعة على ايدي الاعداء وهي نتيجة طبيعية لما ورثته اقطاب السطات المتنفذة من افعال الاعداء في كوردستان باي شكل كان.  الوضع السياسي مخذل والوضع الاقتصادي وصل الى الحضيض نتيجة الفساد وما فعلته ايدي رؤوس السطلات وذويهم ووريثهم، لا يمكن ان نهمل الفراغ الواسع بين المتسطلين المتنفذين المسيطرين على زمام الامور بالترهيب والترغيب والاستناد على حلقات ضيقة من التبعين الضعيفة النفوس من اصحاب المصالح الملتفين حول قيادات الكوردية المتوارثة ومن جاء صدفة او من يحكم  العوائل المتوارثة مادة من ابناء من تسلطت على الثورة كما سيطرت بعد الانتفاضة  على السلطة على حساب ما سميت بنتائج الثورات في كوردستان.

 نعم نرى حالات لم تشهدها كوردستان في اية مرحلة كانت وحتى ابان معاناتها تحت نير سلطة الدكتاتورية والشاهنشاهية والفاشية الاتاتوركية. فلم نر من ياس من الحياة واقدم على الانتحار نتيجة وضعه المعيشي بل شاهدنا من قتل نفسه واستشهد  قبل ان يقع تحت ايدي الاعداء اي قبل ان يستسلم، تلك كانت شجاعة لا مثيل لها بل نادرة جدا في كافة الثورات. اليوم وتحت حكم السلطة الكوردية ونتيجة اقترافهم لابشع الاخطاء وخياناتهم المتعددة وافلاسهم وعدم اهتمامهم بحياة الناس فان الشعب الكوردي وصل الى حال لم يحسد عليه بل لم يتوقعه اي مناضل او من ضحى بنفسه ووقف شامخا امام اعمدة الاعدام وهتف عاليا لتعلو  وترفرف راية الوطن والامة الكوردستانية.

انعكست الوضع الماسآوي سياسيا كان ام اقتصاديا على الحالة النفسية لافراد الشعب ولم يبق امامه الا الاستسلام الى قدره من الكبت والكآبة وفي نهاية الامر يتوجه بشجاعة لانهاء حياته قبل ان يمد يده لهؤلاء المنبوذين المتنفذين وهذا ما يمنعه عزة نفسه بينما المتنفذين يعيشون بترف وابهة ويبذرون اموال الشعب في كل زاوية من العالم، بل وضعوا الثورات الكوردسنتانية تحت رحمة الاعداء بغشامتهم وخيانتهم ولم يبق لافراد الشعب الا الانتحار في نهاية  الامر بعد الياس.

ان تابعنا الاعداد المتزايدة من الاقدام على االنتحار خلال فترة زمنية محددة (ثلاث حالات انتحار خلال يوم واحد فقط) يتبين انها اصبحت ظاهرة ولم يعد بالامكان ان يطاق الوضع المزري من قبل من تاثر به ويرى  المتابعين لحياة الشعب الكوردستاني المغدور بان الامور ستوجه نحو الاسوأ مستقبلا .

انه شعب تحمل كل ما جرى له على ايدي الاعداء وصبر على الرغم من وضعه المتهور الاكثر اسوءا من اليوم ولم يقدم نتيجة ما عاش فيه الى الانتحار بل قاوم وصبر وناضل ودافع عن نفسه وعاش الامرين من اجل الامل والهدف الاسمى وتحمل وكان عالي المعنويات والهامة ولم يتنازل يوما عن سماته. فهنا لابد السؤل لماذا يقدم الفرد الكوردي اليوم وبعد تحريره في اقليم كوردستان الى الانتحار بعد ان يرى نفسه في الفقر المدقع ولم يصبر؟

 هنا لا اريد ان احلل نفسيا بل من الواضح ما يدر في خلد الناس ويصل الى اخر درجة من  الياس وبه يقدم على الانتحار، وعند المقارنة البسيطة بين الامس واليوم نرى ان الحالات المتكررة التي اصبحت ظاهرة يمكن ان تكون طبيعية ونتيجة لتخلخل الواقع منةكافة جوانبه وتكون الظراهة نتيجة طبيعية ويمكن ان تحصل:

* ان كان هناك ابان السلطات السابقة التي احتلت كوردستان  امل يساعد على التضحية والتركيز على تحقيقه وكانت هناك اهداف رغم الحالات الاقتصادية الصعبة، فدعت المناضل لم يهتم بحالته المعيشية ولم يفكر يوما في الانتحار رغم كونه عاش في اصعب الحالات سياسيا وقاتصاديا، فاليوم يرى انه وصل الى سلطة ذاتية ولم يعد هناك امل لتغييرها وبقي هو وما كان عليه لم يتغير بل يعيش اسوا مما كان عليه من قبل.

* يرى بام عينه اتساع الهوة بين الطبقات الشعب ولم يعش برفاهية الا من ليس له عزة وكرامة ومن المحتالين واصحاب الصفت الدنيئة ولم يتضرر من ما وصلت اليه  كوردستان الا اصحاب الشرف الرفيع، وعندئذ من الطبيعي ان يفكر في تفاهة الحياة ولم يبق لديه ما يمكنه ان يصبر عليه ويقدم في نهاية الممر الى الفتحة الضيقة وهي الانتحار.

* يرى اهله وذويهه الذين تاملوا ان يضمن لهم الحياة الكريمة ولم يفعل فيتاثر، ومنةجانب اخر فانه يلتقي يوميا بمن كان حتى الامس القريب  خائنا وجحشا ويعيش الان مترفا ومتسلطا بينما هو يعيش في اسفل السافلين. فيقارن بين زمن كان يحمل املا وهدفا واليوم يرى ما يجري على حسابه الشخصي وفكره ومبادئه، فاين يتجه غير انهاء حياته .

اي هنا يمكن ان نسرد عدة الاسباب بشكل عام ولكننا يجب ان نقول ان الاسباب الاقتصادية السياسية اندمجت مع بعضها ووقعت على حساب النزيه المناضل المؤمن بقضيته من جهة ولم يتمكن من ايفاءه وعوده لمن ضحى من ذويه معه من اجل الوصول الى هذا اليوم كي يتنفس الصعداء، فهو الان يتمنى عودة المرحلة المنكرة وان يعيش كما كان ويندم على ما قدّم وضحى وناضل ولم يخرج بنتيجة فيصل الى ما يدفعه الى انهاء حياته .   

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم