صحيفة المثقف

السياسيّون في العراق.. لماذا فشلوا؟(1)

قاسم حسين صالحيعد (فشل العملية السياسية في العراق) هو السبب في كلّ ما اصاب العراقيين من فواجع وما حلّ بالوطن من خراب، وان من واجب الأكاديميين تشخيص اسبابها، ليس بمقالات تميل الى الذاتية وان كانت رصينة، بل بدراسات تستوفي شروط المنهج العلمي من حيث الصدق والموضوعية، تخرج بتوصيات تعتمدها حكومة السيد مصطفى الكاظمي والمعنيون بالشأن السياسي بهدف دعم عملية الأصلاح وتأمين نجاحها.

الدراسة الأولى

اجريت في (25 حزيران 2016) وتمثلت اداة البحث في استفتاء تضمن سبعة بدائل عن هذا السؤال:

ما الوصف الذي تراه ينطبق اكثر على العملية السياسية في العراق ومن بيدهم السلطة، هل هو:

1- لعبة اذكياء استغبوا الشعب؟

2- لعبة اقوياء استضعفوا الشعب؟

3.قضية اشخاص اضطهدهم النظام الدكتاتوري ويرون ان من حقهم الاستفراد بالسلطة والثروة؟

4- عدم او ضعف الشعور بالانتماء الى العراق من قبل المسؤولين الذين يحملون جنسيات اجنبية؟

5.اشخاص يأتمرون بتعليمات دول قوية (امريكا وبريطانيا) واخرى اقليمية؟

6- تعصب او عدم نضج سياسي او مرض نفسي مصاب به العقل السياسي العراقي؟

7- وصف آخر لك ان تحدده.

الدراسة الثانية:

اجريت بعد أربع سنوات(29/6/2020 تحديدا)وأعيد تطبيق اداة البحث نفسها.شارك في الدراسة الأولى(347)مستجيبا، بينهم مفكرون واكاديميون واطباء وحملة دكتوراه، ومدراء تحرير صحف محلية ومواقع الكترونية.وشارك في الثانية (256 ) مستجيبا .

عرض النتائج

لم تحصل اختلافات ذات دلالة في الدراستين برغم ان الزمن بينهما اربع سنوات، وفي ادناه ترتيب اسباب فشل العملية السياسية في العراق بحسب نسبها المئوية حيث تشير الأولى لعام 2016 والثانية لعام 2020:

1- تعصب او عدم نضج سياسي او مرض نفسي مصاب به العقل السياسي العراقي (26%) و(24%)

2- عدم او ضعف الشعور بالانتماء الى العراق من قبل المسؤولين الذين يحملون جنسيات اجنبية (24%) و (27%)

3- اشخاص يأتمرون بتعليمات دول قوية (امريكا وبريطانيا) واخرى اقليمية(21%) و (23%)

4- قضية اشخاص اضطهدهم النظام الدكتاتوري ويرون ان من حقهم الاستفراد بالسلطة والثروة (17%) و(18%)

5- لعبة اقوياء استضعفوا الشعب (3%) و (1%)

6- لعبة اذكياء استغبوا الشعب (2%) و(2.%)

7- وصف آخر لك ان تحدده (7%) و(5%)

تحليل النتائج

- حدد( 50% ) من افراد العينة السببين الرئيسين لفشل العملية السياسية في العراق بكل من :

- تعصب او عدم نضج سياسي او مرض نفسي مصاب به العقل السياسي العراقي، و

- عدم او ضعف الشعور بالانتماء الى العراق من قبل المسؤولين الذين يحملون جنسيات اجنبية.

- حدد (38%) منهم السببين الرئيسين لهذا الفشل بكل من:

- اشخاص يأتمرون بتعليمات دول قوية (امريكا وبريطانيا) واخرى اقليمية، و

- قضية اشخاص اضطهدهم النظام الدكتاتوري ويرون ان من حقهم الاستفراد بالسلطة والثروة.

* حدد (5%)منهم بكل من :

- لعبة اقوياء استضعفوا الشعب، و

- لعبة اذكياء استغبوا الشعب.

* حدد (6%) اسباب الفشل في الآتي:

- الشعب هو المسؤول لأنه هو الذي أتى بفاشلين،

- خلل في التكوين المهني والاجتماعي والنفسي فلا هم سياسيون يفقهون المبادىء ولاهم مهنيون يفهمون كيف تدار الدولة،

- ثقافة اجتماعية هابطة افرزت طبقة سياسية هابطة ومنحطة،

- لانهم اعراب وشيمة الاعرابي مجرم وقاتل وسفاح ونهّاب يعتبركل ما تقع عينه عليه مغنمة،

- مجتمعِ متفكك يرغب بالفوضى وطرق العيش العشوائية والتسلق على أكتاف الضعفاء، والأنجرار للميول الدينية والمذهبية والعنصرية الكاذبة،

- فكر بدوي عشائري تسلطي يتعصب طائفيا وذاتيا دون وازع وضمير.

تعليقات من الدراستين:

- اهم صفاتهم الجشع بسبب الجوع الذي عانوه. فشلوا في اول اختبار الدين والتدين فسرقوا البلد وداسوا على مباديء الاسلام من اجل المال فدمروا البلد وقتلوا الشعب ولم يتعلموا شيئا من تجربة ١٧ سنة، ولم يظهر اي رجل دولة منهم ولا من غيرهم لان قادة الدولة ومسؤوليها جلهم من طبقة الفساد.

- مجموعة أشخاص هربوا او خرجوا إلى خارج العراق التقفتهم أمريكا والغرب تحت اسم معارضة. وبدل ان يعيشوا على فتات المعونات، اليوم يجدون انفسهم وسط اكوام من المليارات يغرفون دون خوف أو حياء، وطبيعي أن هكذا حال يكون تركهم له أمرا محاااااال.

- لا يستحقون ماهم فيه او يدعونه، فاهل العراق الذين عاشوا في الداخل ذاقوا الامرّين ما بين حروب وحصار وسطوة الحاكم.اما ما يسمون انفسهم بمعارضة الخارج حينذاك فكانوا ينعمون بالعيش الرغيد.

- لصوص خرجوا من الاعدام باعجوبة واستلموا السلطة ليسرقوا كل شيء.

- اغلب الاحزاب الاسلامية التي دخلت العملية السياسية بعد سقوط النظام حاقدة على الشعب، لانهم يعتبرونه مؤيدا للنظام وليس ثائرا مثلهم، ويشعرون بالغبن لانهم لم ياخذوا حقهم من البلد فكان اول مطالبهم استحقاهم المادي وامتيازاتهم.

- هم اناس يقولون انهم خرجو جهادا في سبيل الله ولا يريدون ثمن هذا الجهاد في الآخرة بل يريدونه حالاً من بيت مال المسلمين حتى اذا اكلو حق الفقير وصفروا الخزينة.

*

 

دراسة علمية

أ. د. قاسم حسين صالح

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم