صحيفة المثقف

"الفوضى المستدامة" ودعاء كميل

موسى فرجقبل حوالي 4 سنوات كان ضيفي في إحدى أمسيات الشتاء أحد أقاربي وكان كتاب لي على الطبلة "الماصة بلغة أهل الحلة" ليس بعيد عنه فسحبه وأخذ يقلب فيه فأخذته منه وكتبت له عليه إهداء معتبر وقدمته إليه...كنت أعرف أن قريبي شغوفاً بالفلوس أكثر من الكتب بكثير لأنه يرى فيها السطوة والهيبة والرفعة وكنت أتحسب جداً لما سيقوله لأني أعرف أنه لا يفوت ما يحسبني أفخر به إلا ويبخسه بحكم ما يراه فيه من رجحان لكفتي في حين أن الأمر عندي غير ذلك ...

قال: بالله كم تحصل من ورا هذا الكتاب فلوس...؟ قلت له: بالنسبة لي القضية ليست قضية مال إنما توجد أمور أخرى أسعى إليها...

قال: چا شلون يكَولون فلان عايش من ورا كتبه...؟

قلت له: هذا صحيح ولكن هذا كان في الماضي عندما كان الكتاب الورقي هو الصيغة الوحيدة للنشر وعندما يكون كتابك جيد ويتم بيع نسخ كثيرة منه يكون ذلك مجزياً من الناحية المالية، ولكن بعد ظهور الأنترنت بات بإمكانك تحميل ما طاب لك من أمهات الكتب مجاناً ودون أن تتعب نفسك في البحث في أسواق الكتب، ثم إن ظهور التواصل الاجتماعي دفع نسبة كبيرة للتوجه لأسلوب الأكلات السريعة أعني التغريدة والمنشور المقتضب حتى أن المقالة باتت تحاول بشق الأنفس الاحتفاظ بسعة مقبولة، كل هذا أدى إلى تقليص سوق الكتاب الورقي إلى أدنى ما يمكن...وفوق ذلك يا قريبي العزيز فالوعي بأهمية الكتاب والمعرفة عموماً متفاوتة تبعاً لطبيعة الثقافة في مختلف المجتمعات، فنحن هنا يصدق علينا ما تختزنه ذاكرتي مما ورد في دعاء كميل أو دعاء الافتتاح عندما يصدح قائلاً: "إِنك تَدعوني فَأُولي عَنك، وتَتحببُ إِليَّ فأَتَبغضُ إِليكَ، وتتوددُ إِليَّ فَلا أَقبلُ مِنك، كأن لِيَ التطول عليك، فَلم يمنعكَ ذلِكَ مِنَ الرحمَةِ لِي والإحسان إِلي، وَالتفضل عليَّ بجودكَ وكرمك، فأرحم عبدكَ الجاهِلَ، وجُد عليهِ بِفضلِ إِحسانكَ إِنكَ جَوادٌ كريم...".

وفقاً لهذه الرؤية ومن هذا المنطلق كنت قد كتبت أمس على صفحتي في الفيسبوك:

شكراً لحفاوتكم والتي لا أملك لها سداداً إلا العرفان والامتنان ....

لا يخلو عمل مهما بلغت درجة إتقانه من ضعف هنا وهناك فالكمال لله وحده لكني في هذا ‏الكتاب سعيت لتأكيد قضية مفادها أننا في سعينا للتغير في العراق لا نمتلك منصات إطلاق ‏صواريخ وهي أساساً ليست وسيلتنا لكننا قادرون على التأثير عندما نقول وبأوضح العبارات ‏وأشدها وقعاً: "مثلي لا يبايع مثله."... لكن هذه العبارة لن يقوى على قولها سكنة الحفر والأماكن ‏الواطئة إنما ما يرتفع عن القيعان منهم...‏

لمن يرغب في الحصول على نسخة إلكترونية من كتاب الفوضى المستدامة فهي متاحة على هذا الرابط، وفي غضون الأسبوع القادم تكون النسخة الورقية متاحة...

وذكرت رابط الكتاب في موقعين قاما برفعه ونشره ضمن نافذة المكتبة وهما:

موقع الناس وموقع الحوار المتمدن وهذا هو الرابط:

https://www.4shared.com/web/preview/pdf/U5YnU8J0iq?

وبناءاً عليه أضع تحت أيدي قراء المثقف الرابط الخاص بالكتاب لأنه ليس من السائغ أن يحظى الكتاب بهذا القدر من الإعلان عنه ويبحث القارئ عن رابط له فلا يجد، وأنت في زمن تتحبب للقارئ فيتبغض إليك وتتودد إليه فلا يقبل منك على رأي دعاء كميل أو ربما دعاء الافتتاح ... وبالشافعات نجيب الراس ع الراس...

 

موسى فرج

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم