صحيفة المثقف

لوحدك

رحيم الساعديلوحدك، تموت على ضفة من نهار مؤجل

لوحدك، تحاول ان تحدد نقطة للصراخ

وتعلم ان الزمان قصير

وبعدك لم تنجز المستحيلات التي حلمت كثيرا

ونمت على لحظة من ضوئها

انت لم تقرا كل القصائد بعد

ولم تسقط المطر المنسي بسقف خيالك

ولم تكتب الكتاب الذي

سيجعلك بمثابة ديكارت او افلاطون

ولم تعتذر لكل الذين ظلمت

انت لم تندم من خطاياك العديدة

انت لم تعتذر لتجاعيد أمك

وحزن ابيك

ولم تبك على الضحك

 الذي ضحكت طوال حياتك

لوحدك ... تحاول ان تتنفس هذا العالم

فيشح عليك

وتنسى بانك كنت تقاتل كل الوجوه لتبقى

وكنت تلفق تهم الموت ...

لبعض الناس

وتترسم لللاهين هناك ... اغبى صوت

وليس هناك ثوان لتعتذر

من الطير والشمس من الظل من الورد من النجم

من الله من الخوف ومن هذا الصباح

الذي يمر عليك ولست تراه

لوحدك تتنفس رائحة الموت

ولم تعتذر لأختك قبل ذهابك ، لكي لا تعود

ولم تعتذر لذكرى صديق غدرت

لطفل قتلت

ولم تكترث لكل اراضيك ولون نقودك

ولم تنتبه لكل حاجاتك الباقية

لكل قصاصاتك التي تحتفظ

لوحدك تنث شعورك

وتمطر على غابة ميتة

‫***

د. رحيم الساعدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم