صحيفة المثقف

ثـلاثُـةُ جـدران

يحيى السماويثـلاثُـةُ جـدران من حـجـرة

 بـمـئـات الـجـدران (*)


 

 

(1) يـقـيـن

لـسـتِ " لـيـلـى "  ..

وأنـا أكـذبُ لـو أزعــمُ أنـي فـي طـقـوسِ الـعـشـقِ

" قـيـسُ "

*

نـكـتـفـي بـالـسَّـمـعِ مـن خـلـفِ جـدارٍ

خـوفَ أنْ تـطـردَنـا مـن جَـنَّـةِ الـخـيـمـةِ والـنـاقـةِ " ذبـيـانُ "

و " عَـبْـسُ "

*

لـيـسَ عـشـقـاً

مـاؤهُ وهْـجُ سَــرابٍ  نـتـسـاقـاهُ خـيـالاً

ورغـيـفٌ قـمـحُـهُ خـوفٌ وهَــمْــسُ

*

وبـسـاتـيـن مـن الأحـلامِ

لا يـنـبـتُ فـيـهـا غـيـرُ شــوكِ الـصـحـوِ

غـرْسُ

*

أيـكـونُ الـوردُ ورداً

حـيـن لا تـنـظـرهُ الـعـيـنُ ولا يـلـثـمـهُ الـنـحـلُ

ولا شــمٌّ ولـمْـسُ؟

*

حِـلـيَـةُ الـلـيـلِ نـجـومٌ

ووشــاحُ الـصـبـحِ شــمــسُ

*

إنـنـي فـي الـعـشـقِ لـيْ طـبـعُ الـيـعـاسـيـبِ

وأنـتِ الـوردُ والـراحُ الـتـي مـن دونـهـا لا يـثـمـلُ الـقـلـبُ

ولا تُرفـعُ كـأسُ

*

لـيـس سـهـمـاً مـن سِـهـامِ الـعـشـقِ فـي فِـقـهِ هُـيـامـي

حـيـن لا يُـطـلِـقـهُ نـحـو ظـبـاءِ الـلـثـمِ

قـوسُ

*

والـضـحـى لـيـس ضُـحـىً

إنْ لـم تُـضـيـئـي فـيـهِ عـيـنـيَّ

ولـيـلـي إنْ تـغـيـبـي فـيـهِ عـن حـضـنـيَ

رِمْــسُ

*

كـلُّ صـبـحٍ ولـنـا فـي الـعـشـقِ مـيـلادٌ  جَـديـدٌ

ولـنـا فـي كـلِّ لـيـلٍ رحـلـةٌ نـحـوَ الـفـراديـسِ

وعـرسُ

***

السماوة 18/6/2020

.................

(2) طـقـوس

وجـهُـكِ الـقِـبـلـةُ إنْ صَـلَّـيـتُ شِـعـراً وتَـبـتَّـلـتُ الـى الـعـشـقِ

ونـادتْ لـلـهـوى مِـئـذنـةُ

*

فـلـيـقـولـوا كَـفَـرَ الـعـاشـقُ بـالـمـعـشـوقِ ..

هـل يَـكـفـرُ  بـالـمـشـحـوفِ  نـهـرٌ سـومـريُّ الـمـوجِ ؟

أو تـهـرَبُ مـن أهـدابـهـا والـجـفـنِ يـومـاً مُـقـلـةُ ؟

*

لـيْ طِـبـاعُ الــنـهــرِ : إنْ سِــرتُ

فـلا ألــتــفِــتُ

*

لـلـئـيـمٍ وخـبـيـثِ الـطـبـعِ والـكـامـلِ نـقـصـاً

فـسَـواءٌ فـي طـقـوسِ الـعـشـقِ يـا مُـلـهِـمـتـي إنْ نَـبَـحـوا

أو سَـكـتـوا

*

بـتـلـةٌ مـنـكِ : بـساتـيـنٌ  ..

وقـطْـرٌ مـن نـدى واديـكِ : نـهـرٌ  ..

فـاشـهـدي يـا حُـجَّـةَ اللهِ عـلـى عِـشـقـيَ يـومَ الـنـشـرِ :

قـلـبـي بِـضـعـةٌ مـنـكِ

ومـا غـيـرُكِ يـا شـمـسَ يـقـيـنـي لِـسـفــيـنـي رحـلـةُ

***

السماوة 20/6/2020

.....................

(3) مـزاح جِـدّي

كـان اتـفـاقـاً بـيـن مـولاتـي وبـيـنـي

حـيـن تـخـطـأُ :

لا تُـعـاقِــبُـنـي عـلـى أخـطـائِـهــا أبـداً

فـإنْ كـسَـرتْ يـدي  ـ مـثـلاً ـ أمـدُّ لـهـا يـدي الأخـرى لِـتـكـسـرَهـا

فـأحـظـى بـالـشـفـاعـةِ

فـهـي تـأبـى أنْ تـكـونَ عـقـوبـةُ الـشـيـخِ الـعـنـيـدِ  مُـجَـزّأةْ

*

فـإذا اشـتـكـيـتُ الـقـيـظَ

تـمـنـعـنـي مـن الـمـاءِ الـقـراحِ  ..

وإنْ شـكـوتُ الـبـردَ

تـلـســعُــنـي بـنـارِ الـمِـدفـأةْ

*

كـان اتـفـاقـاً بـيـنـنـا  ..

مـثـلاً  :

تـعـاقِـبـنـي إذا نـظـرَتْ  بـإعـجـابٍ إلـيَّ ـ بـدونِ أنْ أدري ـ امْـرأةْ

*

وإذا ارتـكـبـتُ جـريـمـةً مـن دونِ قـصـدٍ

كـانــبـهـاري بـالــمُــذيـعـةِ

حـيـن تـقـرأُ نـشـرةَ الأخـبـارِ كـاشــفــةً عـن الـكـتِـفَـيـنِ

تـلـطـمُـنـي بـنـظـرتـهـا  ..

ولـكـنْ

حـيـن أنـظـرُ بـانـكـسـارٍ لـلـعـجـوزِ الـعــمــشــةِ الـعـيـنـيـنِ (**)

تـتـركـنـي أحَـدِّقُ مـا أشــاءُ كـأنَّ عـيـنـي مُـطـفـأةْ

*

مـا زلـتُ أذكـرُ مـا جَـنـيـتُ  مـن الـعـقـاب الأنـثـويِّ

لأنـنـي عَـبَّـرتُ عـن رأيٍّ وتـجـربـةٍ

فـقـلـتُ  :

مُـضَـيِّـفـاتُ خـطـوطِ مـوزمـبـيـقَ لا يـشـبـهـنَ فـي سِـحـرِ الأنـوثـةِ

مـثـلَ  سِـحـرِ مُـضَـيِّـفـاتِ خـطـوطِ هـولـنـدا

فـإنَ الـفـرقَ بـيـنـهـمـا كـمـا بــيــنَ الـحـصـى والـلـؤلـؤةْ

*

فـإذا انـتـهـيـتُ مـن اعـتـذاري ســاعـةً أو ســاعـتـيـنِ

تـظـلُّ شـهـراً بـالـمَـلامـةِ  و " الــتـِـدِرْدِمِ  " والـعـتـابِ مُـعَـبّـأةْ (***)

*

كـان اتـفـاقـاً بـيـنـنـا

وأنـا أحِـبُّ الإتـفـاقـاتِ الـتـي تُـبـقـي مـلاءاتِ الـسـريـرِ

لـحـفـلٍ مـحراثـي وتـنُّـورِ الـعـنـاقِ مُـهـيّـأةْ

*

لـكـنـنـي فـي الـشـعـرِ أنـسـى الإتـفـاقَ

أطـيـعُ زورقـيَ الـعـنـيـدَ إذا يُـغـادرُ مـرفـأهْ

*

الـشـعـرُ أنـشــأني

ولـسـتُ أنـا الـذي قـد أنـشـأهْ

*

والـشـعـرُ مـبـدئـيَ الـحَـنـيـفُ ..

أنـا امْـرؤٌ غـلـبَـتْ طـبـائـعُـهُ الـتـطـبُّـعَ

سـوف يُـردى لـو يُـجـانِـبُ مـبـدأهْ

***

السماوة 22/6/2020

***

يحيى السماوي

...........................

(*) من مجموعتي المعدة للطباعة والنشر قريبا (التحليق بأجنحة من حجر ) والتي كتبتها في سجني القسري خوفا من جائحة كورونا .

(**) عمشة العين: العين  المريضة التي تسيل دمعا  ..

(***) دردم: المرأة التي تروح وتجيء ليلا ـ وفي اللهجة الشعبية العراقية تعني الكلام المتواصل غير المجدي ، وهو المعنى المقصود في النص .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم