صحيفة المثقف

الفنانة التشكيلية بسمة الجموسي

1618 بسمة الجموسيالرسم بما هوحلم والتلوين كبهجة عارمة بتقنية التنقيط وتجاور الألوان واستلهام من أعمال عالمية

هي عوالم التلوين بما حوت من وعي وهيام وأحاسيس تدعو أنامل قدت من رغبات وحلم  حيث الثنايا القادمة من خطاها الأولي ونعني البدايات السعيدة تجاه الأشياء والعناصر بكثير من حرقة الرغبات الدفينة قبالة حلم كامن في علبة تلوين...مثل أطفال لا يملكون غير دهشة النظر والحرص والاصرار على اللعب.. وهنا تكمن لعبة التلوين كمجال زاخر بالاعتداد بخوض التجربة.

هكذا هي ومنذ سنوات قليلة خاضت غمار العناق والانسياب في دوائر اللون ولا تلوي على غير القول بالبدايات وفي القلب أشياء من حتى التلوين...و الرسم وما بع تبرز حيزا من شواسع روحها ودواخلها المفعمة بالمحبة العارمة للفن والرسم.

قبل حوالي عقدين هي لم تلمس فرشاة للتلوين ولكن قفزت الى رأسها فكرة العمل على تعلم الرسم وهو عالم أحبت مبدعيه ورواده ومبتكري منجزه عبر أجيال وتيارات وأشكال وتجارب تونسية وعالمية متعددة.

من مجالات تخصص مغايرة لمسارات الفن التشكيلي حيث تعمل هامت بعوالم الفن قراءة واطلاعا ونشدانا للمعرفة والخبرات فاطلعت على تاريخ الفن التشكيلي فانطلقت في الرسم وفق عمل ورشوي باشراف الفنان خالد التركي لتعيد  بالأكريليك رسم أعمال لآخرين على سبيل التعلم وامتلاك الحرفية والخبرة والالمام بمقتضيات الرسم الفنية والشكلية وغير ذلك  وتماهت مع الأشكال والأنماط  الأحجام وجربت التلوين تجاه المشاهد والطبيعة الجامدة والبحر والبورتريه وحالات من التجريد وغيرها كل ذلك في سياق التعلم والاكتشاف واكتساب الخبرة وفق قراءات وتأملات لفنانين تأثرت بهم واستلهمت في تمارينها الأولى منهم مثل فان غوغ وشاغال وخوان ميرو...و في هذه التجربة من البدايات تقول "... كنت أتعلم وأنظر للأعمال وأسعى لفهم أهميتها الجمالية والى الآن لم أتبنى نمطا وشكلا معينين فقط أستمتع بالرسم وأصغي لذوقي ورغباتي بحرية وأسعى لأعبر بالرسم والتلوين بلا قيود وحواجز منها طبيعة الأشكال والألوان والأحجام وغيرها انها حرية الابحار في عالم الرسم.. و بالنسبة لي فان الرسم والتلوين مجال للراحة  والبهجة وبمثابة الحالة الفنية للعلاج المرجو من كائنات عوالمنا  في شؤون ومشاغل ومتغيرات الحياة اليومية الضاجة بالحركة والسرعة ...أرسم وأرى متعة لا تضاهى في كل ذلك وأشعر بسعادة فائقة عند انجاز عملي على بياض القماشة ويمثل ذلك لي مفاجأة أكون الأولى قبل الآخرين التي ترضى عنها ...هكذا أرى ما أنجزه من عمل فني ...".

و هنا ندخل عالم الفنانة بسمة الجموسي التي أنهت تكوينها  سنة 1998 بماجستير في التصرف المالي.و سنة 2007 بشهادة مديرة روضة أطفال مع خبرات مهنية كمساعد مالي بشركة  وكمسؤولة تغطية مالية ..و قد تنوعت مشاركاتها في المعارض التشكيلية كالتالي

في جوان 2020 بفضاءسانت كروا وفيأفريل 2019 بمتحف مدينة تونس وفي ديسمبر 2016 برواق HB وفي نوفمبر 2016 برواق داميي وفي أكتوبر 2016 بالمركز الثقافي "الطاهر الحداد" وفي المركز الثقافي "حمام الشط" وفي ماي 2016 برواق الفنون ببن عروس وفي مارس 2016 بقاعة سوفونيبه بقرطاج وفي جوان 2015 بدار الفنون وفي ماي 2015 برواق علي قرماسي وفي أفريل 2015 وفي فيفري 2015 برواق الباشا وفي جوان 2014 برواق حشاد وفي جوان 2014 بقاعة كاليغا  وفي ماي وجوان  2010 برواق بلال وفي أوت 2009 بقاعة سفونيبه بقرطاج وفي جوان 2009 بقاعة آر ليبر وفي سنة  2009 بقصر السعادة وفي جوان 2008 بقاعة كاليغا...

من أعمالها الفنية نذكر " بورتريه افريقي " بالأكريليك  وفيه خصائص الروح الافريقية في التلوين وبتقنية التنقيط وتجاور الألوان وذلك وفق تناسق جمالي  كذلك لوحة " حنين " في مشهدية بالمدينة حيث المرأة بالسفساري والرجال باللباس التونسي وبطريقة التنقيط أواخر القرن التاسع عشر من قبل جورج سورات وبول سيناك  تشتغل بسمة الجموسي على الخصوصيات التقليدية التونسية في السفساري والشاشية بفكرة النوستالجيا ...و لوحة " التمائم " بالأكريليك على الخشب في استلهام لعوالم العفوية والطفولة للفنان خوان ميرو لتقول بالعلامات والتمائم والعين والخمسة ومدلولاتها في المخيال الشعبي من حيث الحظ وغيره.في هذه التجربة من  دقة تقنية التنقيط le pointillisme .

هكذا تعمل الفنانة التشكيلية بسمة الجموسي في مرسمها الورشوي  بين الاستلهام والشغف وانجاز المواضيع لرسومات تبدو على لوحاتها بمثابة ما حلمت به مثلما يكتب الأطفال كلماتهم الأولى على بياض الحياة لا يرجون غير قول البراءة في جمالها المتعدد.

 

شمس الدين العوني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم