صحيفة المثقف

جرائم الميليشيات الإيرانية - العراقية.. مقاربة تاريخية

عقيل العبودمع جرائم الحرس القومي وحزب البعث

الإهداء الى الشهيد الدكتور هشام الهاشمي وجميع

شهداء العراق، الذين أطالتهم بنادق الخسة والغدر!

يوم كنا صغارا، كنا نسمع عن جرائم ما يسمى بالحرس القومي، حيث في العام ١٩٦٣،كان يجري إعتقال الشيوعيين، والتعرض لعوائلهم ونسائهم.

دفنوا سيد وليد، المعلم في مدينة الناصرية، وهو حي، وتعرض للإعتداء، والإعتقال الكثير من الشيوعيين وعوائلهم. 

وفي السبعينات، أي في عهد حزب البعث العراقي،  كانت حوادث الدهس بالسيارات ضد المعارضين على قدم وساق، وفي نهايتها، كانتحملات التعذيب، والتصفيات قد بلغت ذروتها، حيث الاستدعاءات الأمنية تهدد الجميع، حتى البعثيين أنفسهم لم يسلموا من جرائم النظام القمعي أنذاك.

أما بعد العام ٢٠٠٣، أي في عهد ما تم تسميته  بعصر التغيير، فقد تعرضت بغداد الى انتكاسة كبيرة، حيث كانت عمليات التخريب، والقصف بالطائرات،  وتهريب الاثار، ونهب الاموال، واختطاف الابرياء، والإعتداء على عقارات الكثير من العراقيين، وتهجير البعض، وحملات التهديد المستمرة للأشراف، والاحرار من العراقيين، واغتيال أصحاب الكفاءات، ذلك ابان عصر المحرقة.

هنا ومع تفاقم خطر الأحزاب الإسلامية، التي  ابتدأت مع حكومة بريمر الحاكم العسكري، حيث عمليات الإختطاف، والذبح، والكواتم،

والمفخخات، وظهور القاعدة، وداعش، و تصاعد نفوذ الاحزاب، والتيارات الإسلامية المتطرف،عمت الفوضى الإقتصادية، والسرقات، وصار إنقسام أحزاب السلطة على بعضها متزامنا مع ضعف الحكومات المتوالية، وتم الترويج لسياسة تقسيم العراق الى أقاليم، وفيدراليات، وكانلحكومة كردستان دورا في تخريب ادارة العراق، والانحدار بها عن مسارها الصحيح، خاصة بعد التخطيط لتسويق النفطالعراقي عن طريقمنافذها.

ولكن وبعد تطهير أكثر مناطق العراق من داعش،  وتحرير الموصل، بفضل فتوى السيد السيستاني والحشد الشعبي، ومن وقف معهم، استغلت هذه الأحزاب نفوذها السياسي، والعسكري، لتفرض قراراتها على الحكومة  وتتصرف بالموارد بما يخدم مصالحها.

لذلك وفي ظل هذه الاشكاليات، وبعد تجويع الشعب العراقي، ونهب خيراته، خرج المتظاهرون،  ليتم تصفيتهم على يد حكومة عبد المهدي، وكانت الأحزاب والكتل والتيارات الإسلامية المرتبطة بإيران قد أثبتت هويتها الإجرامية بعد ان قُتِلَ الآلآف من المتظاهرين على أيديهم.

وهكذا بقي شبح هذه التيارات يهدد البلاد، والعباد  خاصةً بعد ان انتفض الشعب مطالبا بوطن وحكومة نزيهة.

ولذلك وبعد حادثة صواريخ الكاتيوشا، التي استهدفت المناطق المهمة من بغداد، والإستخفاف بحكومة  الكاظمي من قبل المجاميع والعصاباتالمليشياوية، تم التعرض للدكتور الخبير الأمني والاستراتيجي  الدكتور هشام الهاشمي، اسوة بمن تم تصفيتهم، لتسجل هذه الأحزابصفحة اخرى في الإجرام تضاف الى مسلسل سجلاتها الملطخة بدم الابرياء  والشرفاء.

وخلاصة القول ان ما مر، ويمر به العراق، منذ العام ٢٠٠٣، لحد الان، يعتبر انتكاسة مهمة في تاريخه، وسوف يشهد هذا التاريخ، تحولاوانقلابا جديدا، ولهذا ستندحر هذه الاحزاب والمليشيات خاصة بعد أن كشرت بأنيابها عن حقيقة ظلها المرعب.

 

عقيل العبود

ماجستير فلسفة وعلم الاديان

باحث اجتماعي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم