صحيفة المثقف

الوقتُ أنتِ والرّيحُ حِصَاني

عبد الجبار الجبوريلم ينقصْنا المَوتُ، فالحزنُ يمَلأُ جِرارَ بيوتِنا ويَفيضُ، والجنود عادوا من الحرب مهزومين، وأنا الخاسر الاكبرفي الحرب والحبِّ، الحرب أبي، ونشيدُ قصائدي، وأنتِ قرينُ حزني، وسريرُ مواجعي، وتعويذةُ أيامي، وظلّ دمعتي، وبؤبؤ قصيدتي، وماءُ كلامي، مرةً إتكأتُ على غُصنِ حبِّها فإنكسرقلبي، وكنت أقول لها، الوقتُ أنتِ والرّيحُ حِصاني، فتردُّعليَّ، وحدُكَ قتيلُ ألحاني، فلتصّهلِ الريّحُ تحتَ لِساني، قم وإطلقِ الريحَ مع الريحْ، وإضربِ الليلَ بالليل، والبحرَ بالبحر، قلتُ لها، شاخَتْ أحرُفي، ولمْ يشُخْ شَعرُقصائدِها، وشابَ رأسُ قلبي، ولمْ يُشبْ كُحلُ عينيها، وماتت اغاني الحصاد على شفتي، ولم يمت هديل حمائمها، وأبيضَّتْ عينا قلبي ولم يبُحْ صوتُها في روحي، ولمْ يكلكلْ ليلُها على نوافذي، نام الليل بحدائقها، ولم تنمْ نجمةُ الصَّباح، ظلَّ شالهُا الاحمرُيلوّح، ولم يَعُدْ المهاجرون، تبتُ عن حبها ولم يتب قلبي، ملتاعاً يعبُّ من عينيها، كأسَ خمرتي، ومن وشل الغياب، أسقيها وجع البعاد، وأمسح بذيل عباءتها، غبارحزني، وأشمتُ بالبّحر، أنتِ الوقتُ، وأنا الحرفُ المزروعُ بشفتيكِ، نشيدَ قَمرْ، وبعينيكِ وردة ذابلة، أبحثُ عن وجهٍ نِصفهُ إله، ونِصفهُ نبي، يعيُدُ لي ، ماتساقطَ من ثِمار الأسى، على خد القمر، لن أبوح لشفاهك ، عن سرِّالقُبَلِ، ونكهةِ القُبَل، ونارِ القُبلِ، أترى حين أعصر حلمتين من كرز الهوى، وأُقبّلُ وجهَ الله على المَلأ، هل يَفيقُ المَدى، أو يختنق الندى، إنها قيامة الورود في حفل الغياب، إنها سورة العذاب في مراقي الكتاب، إنها جنة الألم في حضرة الألم، إنها السماء التي تمطرشجناً وزعتراً وسراب...

 

عبد الجبار الجبوري

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم