صحيفة المثقف

صهيلُ الرَجُلِ الشَجَرةِ

جمال مصطفىوقصائدُ أخرى

***

1

صـهـيـلُ الـرَجُـلِ ــ الـشَـجَـرَة

لا

لا مـكـانَ وكـانَ يَـنْـبَـجِـسُ

أصَـدى الـصَـدى

أَمْ مَـسَّـنـي هَــوَسُ ؟

 

أخـضَـرُّ

إنـي الآنَ ذو وَرَقٍ

قَـدَمـي تَـغـورُ

ورحْـتُ أنْـغــرِسُ

 

فـرأيـتُ : هـا

نَـزلـوا بـأجـنـحـةٍ

ثُـمَّ اسـتَـظـلّـوا بـي

وقـد جـلَـسـوا

 

لَـبـثـوا مـعـي وقـتـاً

وكُـنْـتُ إلـى

إيـقـاعِـهِـمْ أُصْـغـي

وأخـتَـلِـسُ

 

فـإذا بِـهُـدْهُـدَةٍ

مُـبـاغَـتَـةً

عَـبَـرَتْ تَـصـيـحُ :

مِـن الـذي

احـتَـرِسـوا

 

صَـعَــدوا عـلى عَـجَـلٍ

وسـابِـعُـهُـمْ

رَكـبَ الـتي

في جـيـدِهـا جَـرَسُ

 

مَـن هـؤلاءِ ؟

الأمـرُ مُـلْـتَـبِـسُ

بـقِـيَ الـصَـهـيـلُ

وغـابَـتْ الـفَــرَسُ

***

2 - الـوَهْـم

فـي انـتـشـاءٍ

كـعــزاءٍ سـانِـحٍ

أولُّ الـوَهْــمِ

لـذيـذٌ سـائـِغُ

 

ثُــمَّ لا آخـِـرَ للـوَهْـمِ

إذا

حَـضَـرَ الـجُـحْــرُ

وغـابَ اللّادغُ

 

تَـسأمُ الـنـفـسُ بـلا وَهْـمٍ

إذنْ

حَـسْـبُـهـا الآنَ امـتـلاءٌ

فـارغُ

 

هــا هـوَ الـوَهْــمُ عـريـقٌ

واثِــقٌ

مـنـذُ آلافٍ فـصـيـحٌ

لاثِـغُ

 

قـال:

مـا أَرْسَـخَـنـي مِـنْ جَـبَـلٍ

كـادَ مِـن ظِـلّي

يَـغـيـبُ الـبـازغُ

 

دُرَري مِـنّـي

أنـا الـتـاجُ بـهـا

وأنـا مـنهـا لـهـا

والـصـائِـغُ

 

إنّـمـا

الأوْهـامُ أطـفـالٌ

عـلى

رأسِـهـا

وهْــمٌ كـبـيـرٌ بـالِـغُ

***

3- ديـبـاجـةُ الإكْـسـيـري

جـاءَ فـيهـا، ديـبـاجـةِ الإكْـسيـري:

مِـن قـديـمٍ عـلى طـريـقِ الـحـريـرِ

 

لَـيس عـنـدي بـضـاعـةٌ غـيـرُ سِـرّي

أتَـحَـرّى مُـسْـتَـطْــرِقـاً، وبَـعـيــــري

 

صـاحـبـي كـانَ تـارةً أو حـصــــاني

أو حـمـاري الـذي عـلـيـهِ حـصيـري

 

حـفْـنـةً مِـن جـواهـرٍ كُـنْـتُ أُخـفـي

هِـيَ مـفـتـاحُ كُـلِّ بـابٍ  وســــــورِ

 

عَـلّـمَـتْـني قـوافـلٌ بَـعْــدَ  أُخـرى

أيَّ  لُـبٍّ   وراءَ  أيِّ  قـشــــــورِ

 

مـنـذُ الـفـيـنِ سبعـةٍ مـنـذ فــجْـرٍ

أوْهَـمُـونــا   بـأنـهُ  أسـطــوري

 

كـانَ أربـابُـنـا الـشبـيـهـون جِـداً

بـأبـيـنـا  قـد أسّـسـوا لـلـشـرورِ

***

4 -عـامُ الـجـراد

هَــداهِــدُ

يـا زمـانَ الـمَـنجَـنـيـقِ

طـرائـدُ

فـي الـدخـانِ وفي الـحـريـقِ

 

عـطـاردُ

والـمُـنـجّــمُ مـاتَ غــدْراً

شـرابُ الـوردِ

مـسـمــومُ الـرحـيـقِ

 

شــدائــدُ :

حَــلّ طـاعــونٌ فــأفــنـى

كــمـــا

أبـلـى جــرادٌ بـالــوريــق

 

أمـاجــدُ

يـكـظـمــون الـغــيــظَ دَرْءاً

لـخــازوقٍ بـأجـمـعـهـمْ

مُـحـيــق ِ

 

فــراقـــدُ

قـد تـوارتْ لـيـس خـوفـاً

ولـكـنْ

كي تـغـيـبَ عـن الـصـفـيـق

 

مَـشـاهــدُ

كـان مــاردُهـــا يُـلــبّـي

سـريـعـاً

رَهْـنَ فـصٍّ مِـن عـقـيـقِ

 

 

فـرائـدُ

يـا لَـمُـنـتـحــرٍ كـحُـوتٍ

تَـجـانـحَ

نحـوَ شـطـآنِ الـمـضـيـقِ

***

5 - وصـيّـة إلـى الـنـسـيان

سـأتـركُ لِـلـنِـسـيـانِ

نَـفْـضَ غـبـاري

ولُـؤلُـؤةً مِـن بَـعْــدِ

شَــقِّ مُـحـارِي

 

فـيـا أيـهـا الـنِـسـيـانُ

فـي الـبـيـتِ خـاويـاً

عَـنـاكِـبُ حـاكَـتْ

حَـوْلَ رُكْـنِ جِـرارِ

 

شِـبـاكـاً إذا مَـزّقْـتَ

شَـعّـتْ جِـرارُهُ

بِـمـا يَـشـتـهـيـهِ اللـصُّ

خَـلْـفَ جِـدارِ

 

تَـذَكَّـرْ

أيـا الـنَـسـيـانُ أنّـكَ سـارقٌ

ولا تَـنْـسَ :

زُرْ بالـلـيـلِ لا بِـنَـهـارِ

 

تَـسَـلّـلْ

إذا مـا جِـئْـتَ لِـلْـبـيـتِ حـامِـلاً

زَكـيـبَـتَـكَ الـسَـوداءَ

فَـهْـيَ تُـداري

 

وتُـخْـفـي

بـريـقَ الـنـائـمـاتِ بِـجَـوفِـهـا

لِـتَـحْـمـلَـهـا فـي اللـيـلِ

لِـصَّ دَراري

 

إذا كـان هـذا اللـيـلُ

لا صُـبْـحَ بَـعْــدَهُ

فـعِـنْـدَكَ فـي الـسـوداءِ

نُـونُ نَـهـارِ

***

جمال مصطـفـى

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم