صحيفة المثقف

تأمّلٌ في زمن الـ(كورونا)

العودةُ الى الذات

بعد تفشّي الوباء ومحدودية حركتنا ونشاطنا خارج المنزل؛ مَن منا استطاع العودة الى ذاته ومحاورتها وسبر أغوارها؟

والحوار معها يستلزم تقليب الإيجاب والسلب، الذي استبْطنتْه عبر محطات العمر، وتضاريسها الوعرة؛ ويعيد رسم خارطة طريق جديدة؛ فيرتّب الأوْلويات، وينتقي الأسلم والأصلح، ويستأنف رحلته...

"إعرف نفسك " قالها سقراط، وبعده الحكماء: " أميٌّ من لا يعرف ذاته".

إمعان النظر بعمق في الذات أمر يعود بالايجاب عليها، وكل منا أشد بصيرة بنفسه، ويحمل قنديله ويتحكم بمفتاح إنارته.

وليس القصد من حوار الذات الانطواء، والالتفاف حولها؛ فهي صفة نرجسية وأنانية ممقوتة. الحوار الذاتي يستوجب الحضور الكلي، والتفرغ، والخلوة مع النفس للإستماع لصوتها، وسجالها، وتهدئتها، وإنارة عتمتها. والحديث اليها فيه مرونة، وحرية غير محدودة، لأن الأفكار الايجابية والسلبية تزدحم فيها، وتتصارع، وتتوالد منها أفكار، وتتجدد، وتنتظم، وقد تؤدي الى الإبداع في منجز معيّن، أو لا تؤدي. وفي الحوار الداخلي صراخٌ عالٍ، وسجالٌ حاد قد ينتهي الى تنقية الذات، وإعادتها الى الحياة مجددا.

وأودّ القول:

أننا في فترة المكوث الطويل في المنازل اعتدنا الصمت، الذي سبّبه النأي عن المجتمع، والصمت في عالمنا الخاص؛ لانهماك كل منا بعمله وشأنه. و- برأيي- فإن التسابق مع الزمن لا يفسح المجال للمزيد من الكلام؛

ومن قال أن الصمت نقيضه؟

الكلام هو موسيقى الجسد للتعبير عن مآربه مع الآخر. والصمت موسيقى الروح، وآلة التعبير في الحوار مع النفس، وبأنغام شتى؛ فحين تعزف تتلقّاها أُذن العقل بإيقاع يؤول بها الى عمق النظر في فكرة أو قضية ما، وصداها يردُّ بالتحليل والتأويل حتى النغم الأخير، الذي هو بلوغ النتيجة الايجابية أو السلبية وهكذا.

كل منا يحمل موسيقى حواره مع ذاته. يعرض لنا أحد العرفاء صورة جليّة عن الاختلاء بالذات إذ يقول:

"كنتُ أخلُو لأسلمَ؛ فصرتُ أخلُو لأغنَمَ؛ فصرتُ أخلُو لأفهَمَ؛ فصرتُ أخلو لأعلمَ؛ فصرتُ أخلو لأنعمَ ".

و يمكن الاستعانة بعاملين يساعدان على الحوار الذاتي هما:

استخدام الخيال الواسع: إذ يستطيع أي منا أن يكون مبدعا في حواره الذاتي، وقد لا يكون مبدعا، ويتبع ذلك قدرتنا على تدوير الأفكار والمشاعر في العقل، وإزالة ما تقادم منها، وتوليد أفكار جديدة بالاستعانة بالخيال الواسع لكل منا. ومن يعتَد على الحوار الداخلي سيكون قادرا على برمجة عقله على فن إدارة الحوار، واستلهام الأفكار الملائمة وإبعاد غير الملائمة منها.

قدرة المرء في التغلب على الموانع والسدود: الموانع والسدود أعني بها الأفكار والمشاعر السلبية التي تطغى؛ فتحول دون الحوار الإيجابي الذاتي، والتغلب عليها يتبع قوة النفس لبلوغ نتيجة مريحة ومقنعة لها.

ويعلّم الحوار الداخلي فن الحوار الخارجي؛ وأعني به الحوار مع الآخر الذي يستوجب الحذر، وانتقاء العبارات والأفكار، التي تُفضي الى نتيجة إيجابية أو سلبية حسب المستوى العقلي والنفسي للمتلقي الخارجي.

نماذج للحوار الذاتي

ثمة أفكار للحوار الذاتي أطرحها؛ منها:

تعزيز الحالة الروحية بتوثيق العلاقة مع الله بأي السبل، وكيفما تكون "لم يكن أبدا من شروط السير الى الله أن تكون في حالةِ طهر ملائكية، سر إليه بأثقال طينك، فهو يحب قدومك عليه ولو حبوا" -شمس التبريزي.

فتوثيق العلاقة مع الله يؤوب بالنفس الى مرفأ السكينة والطمأنينة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)[1]؛ وهي بدورها تعزز من قدرات النفس في مواجهة الواقع والمواقف الصعبة إن وجدت، والأخذ بالنفس الى خانة الممانعة والتحصين ضد الخطر الخارجي المادي أو المعنوي، الذي يعود عليها بالإحباط والتثبيط؛ وهي صفات سلبية تعود بالضرر والسوء عليها.

البشرية في كل مراحلها كانت وما تزال توّاقةً الى المعنى؛ والتوق متجلٍ في كل فرد فيها بصوره المختلفة؛ فلجوئه الى قوة غيبية في السرّاء والضرّاء هو أجلى صور التوق الى عالم المعنى المتجلّي خارج العالم المادي المرئي.

-على سبيل المثال- المحنة التي تخوضها البشرية الآن في مواجهة الوباء، أنْسَت الشعوب اختلافاتِها على كل صعيد، ووحّدت بصائرَها في كيفية القضاء على الفايروس القاتل، وتوجّهت بالدعاء والصلوات كل من صومعته.

2- التركيز على إيجابيات الذات وتعزيزها بدقة، والوعي العميق بسلبياتها وكيفية تجاوزها؛ دون اعتبار للأنانية التي تسمو بالذات وتضخّمها. وأعني به اكتشاف مواهبها المكنونة، وإطلاقها، وتطويرها بكل السبل؛ لإيجاد شعور الرضا عنها، والتفكير بشكل جاد بإنجاز شيء ما فيه خيرٌ عام بشرط أن لا تتدخّل فيه الأهواء والرغبات الشخصية، كالرياء، وحب الإطراء والمديح. وكما نعلم أن رضا المجتمع لا يمكن تحقيقه، وهو على الدوام في حالة تأرجح، لاختلاف أمزجة أفراده وتوجهاتهم ومآربهم. لكن يمكن القول بشكل اجمالي إن تحقيق الرضا عن النفس يكمن من خلاله تحقيق الرضا المجتمعي العام عبر الاندماج في الحقوق والواجبات الاجتماعية التي نتشارك فيها جميعا. وليس صائبا الهروب من المحيط العام، والانطواء على الذات بحجة عدم التفاعل والانسجام المزاجي بين الطرفين، وهما الفرد والمجتمع. فالاندماج الاجتماعي المُنتقى بدقة لتحقيق هدف ما يعود بالخير، وينتهي الى تحقيق سعادة على صعيد النفس والمجتمع. والاندماج النوعي اليومي يكون بصورتين، الأولى مع المجتمع في محيطه الخارجي الفيزيقي، أو في محيطه الافتراضي الذي أوجدته تكنولوجيا المعلومات، لكن بشرط أن يكون منتقى وهادفا. وأن يكون الفرد قوي الثقة بالنفس، حاضرا بهوية ذاتية مستقلة غير مقلّدة، أو منسوخة عن غيرها، ومتجليّة في عطائها المميز.

3- التفكير العميق بمعنى المحبة للأرض والإنسان، أو للبيئة الطبيعية، والبيئة الاجتماعية؛ والمقصود منها المحبة البكر الخام، وكيفية تسخيرها لأجل الإثنين معا، وإيجاد حالة حيوية دينامية بينهما؛ فالأرض هي الأم الرؤوم للبشر، وعلى الإنسان تقع واجبات حبها والحفاظ عليها ماديا أولا، فرسوخ محبتها في النفس والاهتمام بوجودها؛ يشحذ همّة الإنسان للسعي، والعطاء، والجد، والحرص الشديد على إسعادها، ودرء السوء والفساد عنها بأي شكل؛ ومعنويا ثانيا؛ وذلك بالعودة الى جذور القيم الأصيلة، والأخلاق النقية، ؛ فهي المنجم، والمنجى من الكوارث الأخلاقية التي حلت في عالمنا، وهي الإرث الأخلاقي والقيمي المعتبر لأجيال تترى؛ تقع عليها مسؤولية إعمار الأرض؛ فبه تتنفس وتمكث حية(فأما الزبدُ فيذهبُ جُفاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض). [2]

ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان؛ المحبة النقية من شوائب المصالح، والأهواء، والمشارب، والاتجاهات. فالمحبة الأصيلة تعيدُ بناء الإنسان من جديد... الإنسان الذي جرفته تيارات الاختلاف، والتغيير، والتطور الهائل في عالم التكنولوجيا؛ فأنستهُ المحبة الأصيلة التي هي أُس متين لتوثيق عرى العلاقات الاجتماعية.

الله جل وعلا لا يحدُّه مسجد، أو دير، أو كنيسة، فوجوده ملأ الكون بأكمله وما وراءه(وهو الذي في السماءِ إلهٌ وفي الأرضِ إله)[3]، (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثمَّ وجهُ الله إن اللهَ واسعٌ عليم)[4]. فحينما تتجرّد المحبة من كل القيود تعود كما أرادها الله لخلقه، وحالة المحبة والقبول بين الفرد والآخر من المفترض أن  تكون متبادلة، وفيها اتزان وتوازن في نفس الحال. والاختلاف هو سنة الله في مخلوقاته، فهو خلقنا مختلفين، والاختلاف علة من علل الخلق(ولو شاءَ ربُك لجعلَ الناسَ أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين. الاّ من رحمَ ربُك ولذلك خلقهم...).[5]

4- الحرص الشديد على الوقت واغتنامه، فالوقت اليوم أضحى أثمن مما مضى، بعد تفشي الوباء، وكل يوم جديد هو إضافة جديدة لأعمارنا ينبغي التفكير مليا بكيفية اغتنامه، وعدم التساهل والاستخفاف به؛ ونحن محاسبون عليه، والعمر يمضي بنا كالبرق.

التفكير في تحقيق هدف ما لاستغلال الوقت وعدم هدره بأمور عديمة الجدوى، هو السبيل الوحيد لإنقاذه، والأخذ به من السبات الى النشاط، والعمل، والإفادة التي تستحث خطانا الى اكتشاف خزين قابليات وطاقات، وتكشف قوة اقتدارنا على استقراءها، وإطلاقها، وتفعيلها بما يحقق الرضا عن النفس؛ وهو ما يضفي معنى على حياتنا، بشرط عدم الاعتماد على غيرنا؛ لأن الاعتماد يولّد حالة العجز والاتكالية، ولا تظهر شخصية الفرد في العمل إذا ما اعتمد على غيره في تحقيق ما يصبو اليه، وأسلوب الفرد في العمل هو هويته الشخصية المتفرّدة. وليس من الصحيح تلقين النفس بالعجز، وعدم القدرة على تحقيق هدف ما ولو كان بسيطا، بدلا عن القعود أو الانشغال بما لا طائل منه.

أستنتج مما تقدّم أن حبّ الذات حبّا واعيا ينتهي الى قراءتها قراءة تحليلية عميقة، لتحقيق أهداف كبرى في عالمها، والعالم المحيط. وكم ستكون سعيدة لو تمسكت بالعمل لا بالقول فقط. وقراءتها تحقّق الأوبةَ الى الله، وتعميق حبه في النفس؛ وهو الضوء الأهم الذي ينير دروب حب الأرض والإنسان والحياة، وكيفية إيجاد أسلوب أمثل للحوار مع هذه المفردات الثلاث.

نموذج حي للتأمل الذاتي

ما تقدّم هي ليست نظراتٍ أو آراءَ أروم إملاءَها على أحد؛ إنما هي إجابات لتساؤلات أفرزها حوارٌ مع النفس؛ وددتُ إشراك القارئ الكريم فيه؛ عبر مشوار أمضيتُه بعد خرقي للحجر المنزلي الذي دام أربعة أشهر، وخرجتُ سيرا على الأقدام بكل إحتياط. فحينما أبصرتُ الشوارع والحياة ألفيتُ نفسي كوليد أبصر نور العالم بعد رحلة أمضاها في ظلام رحم الأم...كأني استفقتُ من نوم عميق على رؤيا طال ليلها...ليل التوق لعودة الحياة كما كانت.

كان كل شيء أراه جديدا وجميلا حتى لو لم يكن كذلك...

كان كل تصوري أني أستطيع السير الطويل كما كنتُ سابقا، قبل فترة الحجر، والمشي في المنزل عادة يومية دأبتُ عليها، كوني مديرة منزل، فضلا عن نشاطاتي ومهامي الأخرى. وما إن تجاوزتُ المسافة التي اعتدتُ عليها شعرتُ بتباطؤ وتأني خطواتي، وضعف قدرتي على مواصلة السير. كنتُ في الشارع كطفل للتو يتعلم المشي؛ لكني تعاليتُ على ضعف قواي، وحثثتُ السير رغم ذلك.

وقلتُ باستغراب: ربما عادت قواي البدنية الى سابق طفولتها الأولى، وأستدركتُ، وأعدتُ التفكير طويلا، وكنتُ في نفسي أردد بيتين من الشعر متناقضين في المعنى، متحدين في الموضوع، الذي هو همّة النفس؛ الأول للبوصيري:

والنفسُ كالطفلِ إن تتركْه شبَّ على       حبّ الرضاع وإن تفطمْه ينفطمِ

والثاني لأبو القاسم الشابي:

ومن يتهيّب صعود الجبال                   يعِشْ أبد الدهر بين الحفر

ليس مهمًا تبني أيٍّ من البيتين والعمل بمضمونه، بقدر التبصّر الأعمق في معناه؛ فكما يعود الجسد الى سابق عهده؛ فإن الذات تعود الى باكورة ولادتها، وينبغي الترويض التدريجي لها كي تقوى على الإمساك عن التقدم والسير، أو الإفراط في المضي قدما والتسلّق الوعر مهما صَعُبَ، أم إيجاد حالة توازن وسطى بين الحالتين.

فكانت تساؤلاتي هي:

متى نقوى على التحاور مع الذات ونتعرّف عليها أكثر على النحو الأسلم؟

متى نتحرر من الانشغال بالآخر، ماذا فعل؟، وماذا قال؟، وماذا خطط؟، وماهي دوافعه، ونياته، وشكلياته، وزركشاته، وووو...؟

متى نحقق السلام الداخلي لأنفسنا إذا ركّزنا الإهتمام غير المجدي بالآخر؟

متى نحترم إنسانية الإنسان الذي نتشارك معه الحياة على الكوكب الأرضي؟

متى نحترم الأرض (الوطن / الأم) التي حملتنا في رحمها؛ ونحن جديرون ببّرها وحبها؟ متى نطهّر وجهها المُسْودَّ من أسواء البشر، الملطّخ بدماء التصارع والتقاتل لإثبات أفضلية قوم، أو أحقية فئة دون أخرى بالحياة على سطح الأرض، الذي أضحى ميدان صراع ليكون وقفا لقوة أو جماعة محددة؟

متى نطلق شروط المحبة الإنسانية من الآصار؟

متى نستفيق من حالة الاستفزاز لمشاعر بعضنا البعض؟؛ وكأننا أدمنّا حربا نفسية نشنّها مع أنفسنا ومعهم؟، فضلا عن الحروب التي نخوضها كلٌ بحسبه من أجل البقاء، ومن أجل الدفاع عن حقوق وحريات مسلوبة؛ ولأجل العيش بمحبة، وسلام، وحرية، وعدالة.

قنوات التواصل الاجتماعي كرّست حالة انشغال الناس بعضهم ببعض وبشكل مكثّف؛ فبرعت في نسج شبكة صخب وفوضى معقدة أضعنا فيها أنفسنا، ووضعتنا أمام اختبار صعب للغاية، وهو كيفية العودة الى الذات، وسط ركام هائل من العبثية، واللاجدوى، والتقارب، والتباعد، والتكاره، وضياع الوقت، وجلّ ذلك يدور حول محور اسمه "الآخر"، والتحسس منه، والتجسس عليه، أو إملاء القناعات الشخصية، وغيرها على سمعه، وبصره، وعقله، أو إسماعه ألفاظا غير لائقة أحيانا.

طوبى لمن أمعن النظر في ذاته، وكان قادرا على تنقيتها من فيروسات ومسببات داءٍ نفسي، وما أكثر الأدواء النفسية التي تجاهلناها!؛ وهي الأشد فتكا بنا من الأدواء الجسدية، والمسبب الأول لمعظم أزماتنا الحياتية.

رائعة الطبيعة، فهي من مخلوقات الله، وأروع ما فيها؛ أنها مطيعة وآئبة اليه جل شأنه دون قيد، أوشرط، أو أدنى تفكير؛ فهي تشذّب ذاتها بذاتها. في الخريف تتساقط أوراق الأشجار؛ لتنبت غيرها وتخضر في الربيع. وفوق ذلك منها ساجد، وراكع للخالق المبدع( وأن منها لما يهبطُ من خشيةِ الله)[6]و(كلٌ قد علمَ صلاتَه وتسبيحَه).[7]

الغابات الاسترالية التي إلتهمها الحريق مطلع العام الحالي ستعود رويدا رويدا الى الحياة.

ثقب الأوزون في القطب الشمالي للأرض يتعافى بعد جائحة "كورونا"، سواء كان انغلاقه ناتجا عن توقف التلوث الجوي؛ أم لظروف مناخية، لكن التئامه كان أمل سكان الأرض، وخلاصهم من خطر محدق بهم، ويهدد الحياة على الكوكب.

في نهاية المطاف قطفتُ ثمرةَ جولتي فكانت هي:

إن لنا في الطبيعة قدوةً ومثالا. فبعض أنواع الظواهر الطبيعية الضارة ربما فيها خير للإنسان؛ مثل "انفجار بركان في أعماق البحر، وحينما لا يصيب أحدا لا يكون شرا بل قد يكون خيرا حين ينتج عن تكوين جزيرة، أو جزر في البحر"[8]، وبالنتيجة فإن الجزيرة سوف تعمّرها يد الإنسان، وبعدها تكون مأهولةً بالسكان.

بعد خلوة طويلة الأمد يتخللها تأمّل عميق في دهاليزها، وبعد تنقيتها من ملوثات فضاء المحيط العام؛ ربما ستثوب ذواتنا الى حالة خَلقها الأولى؛ فتشرق مجددا، وتستأنف حياتها كما أوجدها الخالق تبارك وتعالى، مثلما لا بد للسحب من الانزياح بعد إفراغ الغيث، وللشمس من الشروق مجددا..

و العودة الى الله (الذات المقدسة الأولى) لا تتم الاّ عبر العودة الى الذات الإنسية (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)..[9]

 

بقلم: إنتزال الجبوري

...............................

[1]  الرعد- 28.

[2]  الرعد- 17.

[3]  الزخرف-84.

[4]  البقرة- 115.

[5]  هود – 118- 119.

[6]  البقرة- 74.

[7]  النور- 41.

[8]  د. منذر جلوب.  مجلة قضايا اسلامية معاصرة: العدد 69-70( 2019م – 1440هـ)، ص55.

[9]  الذاريات – 21.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم