صحيفة المثقف

كيف نميز الوطني الحقيقي.. عن الوطني المزيف؟

سليم مطروالعلماني الضميري.. عن العلماني العنصري؟

في كل اتجاه وجماعة مهما كانت، هنالك البعض المقتنع الصادق الذي يعتمد فعلا على عقله وضميره، وهنالك البعض المزيف المرتبط مباشرة او غير مباشرة، بقوى تشيع هذه الطروحات لغايات اخرى قد تكون مناقضة لها..

لو اخذنا اكبر اتجاهين سائدين منذ سنوات في الخطاب العراقي المعارض، ورغم تداخلهما الا انهما عموما متمايزان :

ـ الاتجاه الوطني العام، الذي ينادي خصوصا برفض التبعية لايران ورفض الطائفية والفساد.. الخ

ـ الاتجاه العلماني بمختلف مسمياته حداثي، عقلاني، علمي، لا ديني..الحادي .. ليبرالي .. الخ. وينادي خصوصا بفصل الدين عن الدولة وتبني الحداثة الغربية من جميع النواحي.

هنا محاولة لتسهيل عملية التمييز بين الصادقين والمزيفين من كل اتجاه:

اولا: من هو(الوطني الحقيقي)؟

يحدد الوطنيون هذه الصفات التي تميز الوطني الصادق:

1 ـ يتجنب اسلوب(الضحية)، أي البكاء فقط على جماعته(طائفته او قوميته) واضعا المسؤولية فقط ضد الطائفة او القومية الفلانية..  بل يبدأ اولا بأدانة قيادات جماعته مهما كانت قليلة العدد في العراق، لانه اعرف بهم. ثم يدين الفاسدين والمتعصبيين من جميع اطياف الوطن: شيعة وسنة واكراد، وتركمان وسريان، وجميع الرموز المستفيدة من الخراب..

2 ـ يرفض علنا ودائما أي تبرير لشعارات الانفصال واكذوبة حق تقرير المصير الكردوية.  لانها زائفة وتستخدم فقط لابتزاز الدولة وخداع الاكراد لادامة خضوعهم لقيادات الفساد والعمالة..

3 ـ لا يكتفي فقط بادانة ايران وفضح عملائها ودورها التخريبي الاساسي، بل كذلك يذكر الدور الامريكي الغربي في تخريب وطننا منذ اعوام طويلة ، ثم الاحتلال بعد 2003 الذي جلب لنا ايران والفاسدين وداعش والبرزاني وباقي الجراثيم..

من بين الاسئلة المهمة التي تُطرح على من يدعي بالوطنية:

ـ نحن نتفق معك بما ذكرت من جرائم الطائفيين والفاسدين واتباع ايران..

ولكن هل ممكن ان تذكر لنا بعضا فساد (قيادات طائفتك او قوميتك) مهما كانت صغيرة، وكذلك (قيادات الفساد والتعصب من باقي الطوائف والقوميات). ثم ماذا تقول عن دور امريكا في تدمير بلادنا وجلب ايران والفاسدين ونشر الخراب؟

من خلال جوابه سوف نُميز بوضوح اذا هو:(وطني ضميري) ام (وطني مزيف)!

أي بكل بساطة: الوطني الحقيقي، هو الوطني الشمولي، الرافض لجميع الفاسدين من جميع الطوائف والقوميات، وضد جميع الدول التي حطمت بلادنا وخصوصا ايران وامريكا.

ثانيا، من هو (العلماني الحقيقي)؟

يقول العلمانيون بمختلف مسمياتهم، انهم يؤمنون اساسا بفصل الدين عن الدولة، أي بالحداثة بمعناها الانساني والتعددي والانفتاحي والحواري، ورفض التعصب والعنف.

بناء على هذه الصفات فأنهم يحددون الشرط الاساسي الذي يميز العلماني الصادق عن الدعي المزيف: أن يكون بكل بساطة متخلصا من التشويه الاكبر الذي يعاني منه غالبية العلمانيين والحداثيين في بلادنا خصوصا، وفي عموم العالم العربي:

(المجاهرة بالعنصري ضد العرب، والحقد الديني ضد المسلمين)، بصورة منافية تماما لجميع الادعاءات بالانسانية والحرية والتعددية.

أي ان (العلماني الضميري الصادق) هو من يتوفر في طرحه الشرط الاساسي التالي:

ـ ان لا يكتفي بتمضية وقته بالهجوم فقط  ضد (تعصب) الاسلام والمسلمين والعرب منهم على الاخص، بل يدين كذلك جميع انواع (التعصب الديني وغير الديني) من قبل جميع الاديان والشعوب، ماضيا وحاضرا. وان لا يجعل من الهجوم على (الاسلام) حجة لمديح (تحضر وانفتاح وتقدم) الدين والعقيدة الفلانية والفلانية، بالاضافة الى مديح (الحضارة الغربية) بصورة ذليلة وكاذبة، والسكوت عن تاريخها الدموي والاستعبادي والاستعماري، وجرائمها المستمرة حتى الآن في العالم وفي منطقتنا وفي بلادنا.

لهذا فأن اول سؤال يطرح على من يدعي بالعلمانية:

لنفترض اننا نتفق معك بما ذكرت من جرائم الاسلام والمسلمين والعرب..

ولكن هل ممكن ان تذكر لنا بعضا من جرائم الاديان الاخرى؟ وكذلك جرائم الدول الغربية منذ اكتشاف امريكا والفتوحات الاستعمارية وحتى ألآن؟

ومن خلال جوابه سوف نميز بوضوح اذا هو: (علماني ضميري) ام (علماني عنصري مزيف)!

 

سليم مطر ـ جنيف

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم