صحيفة المثقف

المشاعر الإيجابية منبع السعادة

معراج احمد الندويفي ظل الضغوط النفسية التي نعيشها اليوم تولد فينا المشاعر السلبية التي تؤثر في صحتنا النفسية والجسدية، لقد سيطرت مشاعر الغضب والحزن والقلق والاكتئاب كرد فعل مؤقت لأحداث الحياة المؤلمة، وفي هذا السياق فكان لا بد إلى لتفكير الإيجابي الذي يركز على الجانب المشرق للحياة ويتوقع حدوث نتائج إيجابية في المستقبل من خلال الاستعداد والتعلم وبذل الجهد الواعي بالإصرار والمثابرة والعمل الجاد على فهم الأفكار السلبية وتغييرها من أجل الحياة الأفضل.

المشاعر الايجابية التي يشعر بها الناس كثيرة ومتنوعة مثل الشعور بالفرح والسعادة والشعور بالامتنان والشعور بالفخر والتقدير والشعور بالاهتمام والشعور بالسلام والسكينة والاستقرار والمودة والرحمة.

فالمشاعر الايجابية لديها القدرة على معادلة تأثير المشاعر السلبية الناتجة عن التعرض للضغوطات الحياتية التي نمر بها اليوم.

إن علم النفس يهتم بدراسة الجوانب الإيجابية ليس للفرد فقط وإنما للمنظمات والأسر والمجتمعات بما يوفر لهم فرص السعادة والتفاؤل كما أنه يهتم بجوانب التفكير الإيجابي. يهدف هذا العلم في إيجاد كل ما هو إيجابي ويسعى لزيادته وتطوره فمبدأه الأساسي هو الإنتقال إلى مقياس السعادة والرضا عن الحياة بدلا من مساعدة الأشخاص على التخلص من عيوبهم وسلبياتهم.

يهتم علم النفس الإيجابي بدراسة الجوانب الإيجابية التي تساعد على التعرف على أساليب سعادة الفرد ويسعى إلى دراسة القوى والقيم و تنمية القدرات التي تمكن كل من الأفراد والمجتمعات من التقدم والإزدهار. يتم دراسة موضوعات نفسية قوية في حياة الإنسان كالحب والمودة والرحمة في الماضي والحاضر والمستقبل ويدور الانفعال الإيجابي لأحداث الحياة الماضية حول القناعة والإخلاص الديني والرضا والصفاء النفسي.

يدور الانفعال الإيجابي حول الثقة بالنفس والخلق الرفيع والانجاز المثمر واحترام القيم الأخلاقية، ويتضمن الإنفعال الإيجابي حول المستقبل كل من التفاؤل والأمل. إن الحياة السعيدة هي الحياة التي تعظم شأن الإنفعالات الإيجابية وتقلل من شأن الإنفعالات السلبية كالكآبة والحزن والتشاؤم والخور والإنهزام النفسي.

ويرى علماء النفس الإيجابي أن الخصال الشخصية الإيجابية والمواهب العبقرية والإنفعالية الإيجابية يتسارع نموها وتطورها ، ومن ثم تزداد الإنتاجية والإبداع إذا ما نشأ الإنسان في ضل الإنسانية السامية، بمعنى أن مجال علم النفس الإيجابي على مستوى الجماعي يهتم بالفضائل المدنية والمؤسسات التي من شأنها أن تدفع الأفراد إلى أن يعيشوا حيى سعيدة تحرز فيهم الرعاية والمسؤولية والإيثار واللطف والإعتدال والتحمل والتسامح والإلتزام بمبادئ العمل الأخلاقية.

إن العلاقة الإنفعالية القوية بين الفرد و بيئته وما يتوسطها من مشاعر وأحاسيس الفرد ومدركاته تعتبر أساس جودة الحياة ، فالإتجاه النفسي يعني البناء الكلي الشامل المتعدد المتغيرات والذي يهدف إلى إشباع الحاجات الأساسية للأفراد والذي يتطلب فهم الإنسان لذاته وقدراته وإمكانياته وتوافق ميوله وقدراته مع إختياراته، بما يمكنه من الصحة والتوافق النفسي الذي يمكنه في مواجهة الضغوط النفسية.

إن للمشاعر الإيجابية دور هام في بناء الحياة وتحقيق الرفاه والازدهار والسعادة، قد تكون المشاعر الإيجابية مفيدة للصحة العقلية التي تعرّف في نظريات اللذة بأنها وجود المشاعر الإيجابية والغياب النسبي للمشاعر السلبية، والشعور بالإشباع في الحياة. تساعد المشاعر الإيجابية على توسيع وعينا وتساعدنا على استقبال الأفكار الجديدة وتنتج فينا كمية كبيرة من الطاقة والأمل والرغبة في الحياة.

 

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

جامعة عالية ،كولكاتا - الهند

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم