صحيفة المثقف

مَقَامَةُ: الخروف الأسودر

محمد جواد سنبهالعِراقُ في دَوّْلَةِ الخَرُوفِ الأَسّْوَدِ.


 

جَلَسَ الخَروفُ الأَسودُ جَلسَةَ الرَّئيْسّْ.

و حَاطَتّْ بهِ حَاشِيَتُهُ مِنّْ كُلِّ أَليفٍ وَ أَنِيْسّْ.

حاشيتُهُ خاليةٌ من كلِّ حزينٍ و تعيْسّْ.

كلُّهُمّ علماءٌ و خبراءٌ في عِلّْمِ النَّهبِ و التَسْييسّْ .

قالَ الرَّئيسُ:

يا أَصّْحابَ السَّعادةِ و يا ذَويَّ السِّيادَةْ.

أَخبَرَنِيْ خَازِنُ بيّْتِ المَالِ صَاحِبُ الكفاءَةْ.

أَنَّ الخَزينَةَ باتَتْ خَاويةٌ لِحَدِّ الرَّتابَةْ.

فَلا نَسْتَطيّعُ شِراءَ الأَدّْويَةِ وَ اللقَاحَات.ّْ

لمُكافَحَةِ (الكورونا) و بقيَّةِ الآفاتّ.

ولمّا سَأَلّتُ عَنّْ سَبَبِ هَذِهِ الأَزَمَاتّْ.

أَجابَني أَمينُ بَيّْتِ المَالّْ:

وَاقِعُ الحَالِ يُغّْنِي عَنّ السُّؤالّْ.

فالأَحزَابُ بَالَغَتّْ في السَّرِقاتِ مِنَ الحَرامِ والحَلالّْ.

وَخَرَجَتّْ عَنّْ طَوّْقِ العِقالّْ.

فَكُلٌّ يَنّْهَبُ عَلى هَوَاه، حتَّى وَصَلَ العراقُ لِذَا الحَالّْ.

وَ كُلُّ فَردٍ مِنَ الشَعّْبِ، لا يَملكُ إِلاّ ثيابَهُ والنِّعَالّْ.

حتَّى رَواتِبَ المُوَظَّفِيْنَ صَارَتّْ عَليّْنا أَحّْمَالٌ ثِقَالّْ.

وَ النّْاسُ تَتَضَوَّرُ جُوْعاً وَ هَذا مَا آلَ إِليّْهِ المَآلّْ.

التَفَتَ الرَّئيْسُ، إِلى تَيّْسٍ جَليْسٍ، وَقالَ لهُ بصَوّْتٍ حَبيْسّْ:

أَنّْتَ رَئيْسُ كُتلَةِ (العِرَاقِ النَّفيسّْ).

مَاذا قدَّمّْتَ لِهذا الشَعّْبِ التَّعيْسّْ؟.

قالَ التَيّْسُ:

يا سيادَةَ الرَّئيّْسِ:

الأَمّْوالُ صُرفَتّْ على ثَلاثَةِ وجُوهٍ.

أَوَّلُها:

 هُرِّبَ إِلى خَارِجِ البِلادّْ.

لنَضّْمَنَ بِها مَعيّْشَةَ الأَوّْلادِ والأَحّْفَادّْ.

وَ ثانيّها:

وِزِّعَتّْ عَلى الأَعّْوانِ دَاخِلَ البِلادّْ.

وثالِثُها:

فَقَدّْ أَتّْلَفَها الفَسَادّْ.

وَ هَكذا ضَاعَتّْ وَ جَاعَتّْ العِبَادّْ.

قَالَ الرَّئيْسُ:

وَ مَا العَمَلُ الآنَ يَا سَاسَةَ الفَسَادّْ.

فَنَهَضَ مِنّْ طَرَفِ المَجّْلِسِ عَنّْزٌ عَجُوْزّْ.

قَالّْ:

يَا صَاحِبَ السِّيادَةِ، سُلّْطَةُ القَانونِ فَقَدَتّْ الإِرَادَةْ.

وَ أَصّْبَحَتّْ الأَوامِرُ و التَّعليمَاتُ بحُكّْمِ الدُّعَابَةْ.

وَ مَا عليكَ إِلاّ بِبَيانٍ تُمَنّْي بِهِ الجَمْهورَ بالسَّعادَةْ.

وَ أَنّْ تُطَمّْئِنَ الشَعّْبَ بوجُودِ الحِكّْمَةِ عِنّْدَ القيَادَةْ.

الَّتِي سَتَعّْمَلُ لِتُخْرِجَهُ مِنّْ عُنّْقِ الزُجَاجَةْ.

وَ إِنَّ الخَيّْرَ آتٍ لِمَنّْ يُحِبُ بِلادَهْ.

وَ سَوّْفَ تَنْتَظِمُ الأُمُورَ انْتِظَامِ حَبّْاتِ القِلادَةْ.

وَ قُلّْ لَهُمّْ:

يَا أَيُّها النَّاسُ عَليّْكُمّْ بالصَبّْرِ وَ العِبَادَةْ.

فَاللهُ هُوَ الرَّازِقُ وَ العِراقِيُّونَ كُلُّهُمّْ عِبَادَهْ.

وَ ثَمَنُ الدِّيمُقّْراطِيَّةِ سِنِيْنٌ عِجَافٌ بِلا هَوَادَةْ.

فَسَوّْفَ يَهْدأُ النّْاسُ وَ تَسيْرُ الأَمُورُ كالعَادَةْ.

قَالَ الرَّئيْسُ:

نِعّْمَ الرَّأْيُ رَأْيُكَ أَيُّهَا العَنّْزُ العَجُوزّْ.

سَنُطَبِّقُ قَولَكَ حَتّْى بِقادِمِ الانْتِخَابَاتِ نَفُوْزْ.

وَ نَحّْكُمُ سِنِيّْنَ أُخَرَّ وَ نَدَّعِيْ بِأَنَنَا أَعّْدَاءٌ للفَسَادِ رُمُوْزْ.

وَ نُوَلِيَ عَلى الشَعّْبِ كُلَّ خَائِنٍ للأَمَانَاتِ مَفّْروزْ.

وَ بَعّْدَ دَمَارِ العِرَاقِ نَهرَبُ مِنّْهُ فَهُروبُنَا مِنّْهُ مَحرُوْزْ.

وَ نَتّْرُكَ العِرَاقَ لِمَنّْ بَعّْدَنَا قَاعَاً صَفّْصَفَاً مَهّْزُوْزْ.

فَيَهْرَبُ مِنَ العِرَاقِ حَتّْى القَرَادَ وَ الجَرَادَ فِي شَهّْرِ آبٍ وَ تَمّْوزْ.

***

مُحَمَّدُ جَوَادُ سُنْبَهْ.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم