صحيفة المثقف

الموتُ النَّاعمُ ..

عاطف الدرابسةأُطلُّ عليكم من بينِ هواجسي

من خوفي

من الصَّمتِ الذي يجولُ في المكانِ وحيداً

لأحكي عن المصيرِ

عن الفضاءِ المجهول ..

 

الموتُ يزحفُ كالرِّمال

يتسلَّلُ إلى غرفةِ نومي

يتسلَّقُ طاولتي

يلتفُّ حولَ قلمي

يضعُ النِّقاطَ فوقَ حروفي

يرقصُ حولي

كامرأةٍ عاشقة

يوقظُ في خيالي 

هوروشيما

بغداد

يُغَّيِّرُ الأشياءَ في عيوني

لونُ الياسمينِ أسود

لونُ الحقولِ أحمر ..

 

أبحثُ عنكِ يا حبيبتي

في كومةِ أحزاني

كالدُّخانِ المُهاجرِ من سجائري ..

 

لم أعُد أراكِ

لم أعُد أشعرُ بكِ

فأنا يا حبيبةُ محكومٌ علي بالحظرِ

بالعزلِ

بالحَجرِ 

بالحجزِ على أفكاري ..

 

يا حبيبةُ :

الموتُ يزحفُ نحوي

من ألفِ مكانٍ ومكان

على هيئةِ كائنٍ لا تراهُ العيون

كأنَّهُ كاهنٌ

ساحرٌ

يُقيمُ طقوسَ الإخفاء ..

 

زارني في المنام

يسألني عن قيمةِ الإنسان

فقلت :

ما أصعبَ أن يكونَ الإنسانُ

سلعةً في الأسواق

كلَّ يومٍ يموتُ ألفُ إنسان

ليحيا في ممالكِ المالِ

إنسان ..

 

د.عاطف الدرابسة

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم