صحيفة المثقف

لعبة الزعل الكذوب

يحيى السماويمنذ ابتكَرْنا  لعبَةَ الزَّعَلِ الكذوبْ:

وصَلاتُنا في العشقِ

جازتْ في نوافلها فروضَ المُستَحَبِّ

فأصبحتْ فرضَ الوُجُوبْ


  حـيـن ابـتـكـرنـا لُـعـبـةَ

الـزَّعَـلِ الـكـذوبْ

*

بـيـنَ الـفـراشــةِ والـحـديـقـةِ

والـحـمـامـةِ والـهــديـلِ

وبـيـنَ  صـاريـةِ الـسـفـيـنـةِ والـشـراعِ

وغـارسـي وردِ  الـمـحـبـةِ  والـقـلـوبْ

*

فـرِحَ  الـذي ...

وتـبـادلَ الـعُـذَالُ والـلـؤمـاءُ والـسـفـهـاءُ أنـخـابَ الـتـهـانـي

قـبـل أنْ يـتـقـيَّـؤوا أحـشـاءَهـمْ

لـمّـا رأوكِ حـمـامـةً تـغـفـو عـلـى صـدري

أزقُّ لـهـا مـن الـقُـبُـلاتِ قـمـحـاً

وهْـيَ  تـسـقـيـنـي هـديـلاً

فـالـصـبـاحُ وسـادةٌ

نـغـفـو فـيـوقِـظـنـا الـغـروبْ

*

لِـنـغُــذَّ نـبـضـاً  نـحـو مـائـدةِ الـعِــنـاقِ

صـحـونُـنـا  تِـيـنٌ وتـفـاحٌ وأعـنـابٌ

وصـحـنُـهُــمُ الـطـحـالـبُ  ..

خـمـرُهـمْ قـيـحٌ مَـذوبٌ بـالـصـديـدِ

وخـمـرُنـا شــهــدٌ مَـذوبٌ بـالـنـدى

مَـزّاؤنـا قُـبَـلٌ

ووردُ الـفُـلِّ كـوبْ

*

نـعـرى مـن الـحـزنِ الـقـديـمِ

فـنـرتـدي ثـوبـاً مـن الـفـرحِ الـمـؤجَّـلِ

مـنـذُ آخـرِ قُـبـلـةٍ يـومَ الـوداعِ

قـطـفـتُـهـا فـي غـفـلـةٍ مـن مُـقـلـةِ الـكـهـلِ الـوقـورِ ـ أنـا ـ

وكـنـتُ أريـدُ أكـثـرَ مـن مُـجَـرَّدِ قُـبـلـةٍ لـولا الـزحـامُ

ولـيـس مـن وقـتٍ لأبـحـثَ عـن طـريـقٍ لــلــهــروبْ

*

بـكِ سـاعـةً أو لـيـلـةً أخـرى

أعـيـدُ بـهـا اكـتـشـافَـكِ مـن جـديـدٍ  ..

والـتـفـكُّـرَ

هـل نـؤوبُ الـى الـسـريـرِ

ولا نـؤوبْ  ؟

*

وطـنـاً غـدونـا  لـلـمـسـرَّةِ والـمـحـبـةِ ..

والـفـراشــاتُ /  الأزاهـيـرُ / الـعـصـافـيـرُ / الـبـيـادرُ

والـنـدى والـعـاشـقـونَ هـمُ :

الـشـعـوبْ

*

أنـا لـسـتُ ســادِيَّـاً

فـمـا ذنـبـي إذا كـانـتْ بـســاتـيـنـي

تُـغـيـظُ طـحـالـبَ الـمُـسـتـنـقـعـاتِ

وأنَّ مـا بـيـنـي وبـيـنـكِ

كـالـذي بـيـنَ الـفـراشـةِ والـحـديـقـةِ

والـحـمـامـةِ والـهـديـلِ

وأنـنـا الـنـهـرُ الـعـصِـيُّ عـلـى الـنـضـوبْ ؟

*

ولـنـا كـرامـاتٌ بِـدِيـنِ الـعـشـقِ

مـنـذ  تـطـهَّـرَتْ أحـداقُـنـا وقـلـوبُـنـا مـن وحْـلِ أرجـاسِ الـريـاءِ

ومـن خـطـيـئـاتِ الـذنـوبْ

*

نـدعـو الـربـيـعَ إذا تـلـبَّـسَـنـا الـخـريـفُ

فـيـسـتـجـيـبُ  ..

ويـسـتـجـيـبُ لأمـرنـا بَـردُ الـشـمـالِ

إذا اشـتـكى بـسـتـانُـنـا قـيـظَ الـجـنـوبْ

*

أمّـأ الـذيـنَ ..

فـإنـهـمْ أنّـى أقـامـوا

فـالـوُحـولُ  ..

وحـيـثُ سِــرنـا  أو أقـمـنـا

فـالـطـيـوبْ

*

حـقـدوا عـلـيـكِ؟

عـلـيَّ؟

مـا ذنـبُ الـغـزالـةِ  والـغـزالِ إذا الـقـرودُ قـبـيـحـةٌ؟

أتُــلامُ فـي عَـفَـنِ الـوُحُـولِ

سُـلافـةُ الـنـهـرِ الـعـذوبْ؟

*

ســأكـون سـاديَّـاً

فـأجـلِـدُهـمْ بِـسـوطِ تـهَــيُّــمـي  بـكِ

واكـتـشـافـي لـلـمـزيـدِ  مـن الـكـنـوزِ الـسـومـريـةِ فـيـكِ

والإبـحـارِ حـتـى آخـرِ الـجُـزُرِ الـبـعـيـدةِ

والـقـصـيِّ مـن الــسـهــوبْ

*

وبـنـسـجِ مـا لـم تـلـبـسـي مـن قـبـلُ  :

ثـوبٌ  ـ لـلـصـبـاحـاتِ الـمـضـاءةِ بـالأغـانـي ـ مـن حـريـرِ الـشِّـعـرِ

مـدروزٌ عـلـى الـبـحـرِ " الـطـويـلِ "  (*)

ومـنْ " مـديـدِ " الـسـعـفِ شـالٌ أخـضـرٌ

وقـمـيـصُ نـومٍ مـن "وفير" الـعـشــبِ فـوق الـرُّكـبـتــيـنِ

أشـفُّ مـن  ضـوءِ الأصـيـلِ قُـبَـيـلَ " مُـنـسـرحِ " الـغـروبْ

*

ومـن " الـخـفـيـفِ  "  أمـدُّ بُـردةَ شـرشَـفٍ فـوق الـسـريـرِ

مُـطـرَّزٍ بـالـزنـبـقِ " الـمـتـقـاربِ " الأوراقِ  ..

سـاديَّـاً غـدوتُ

أسـوطُـهـمْ  بِـسـيـاطِ عِـشـقـي

واغـتـرافـي مـن يـنـابـيـعِ " الـبـسـيـطِ " لِـحـقـلِ صـدرِكِ

حـيـثُ عُـشُّ حـمـامـتـيـنِ تـحَـفَّـزتْ لـهـمـا يَـدي

وفـمـي  الـذي ألِـفَ " الـسـريـعَ  " مـن الـوثـوبْ

*

ووسـادةٌ مـن ريـشِ طـيـرِ " الـكـامـلِ " الـمُـتـرنِّـمِ الأمـواجِ

يـنـضـحُ مـن حـواشـيـهـا نـعـاسٌ نـاعـمٌ

لِـيـنـامَ  إنْ تَـعِـبَ الـحـصـانُ مـن الـصـهـيـلِ جـوارَ مُـهـرتِـهِ

وآذنَـتِ الـكـواكـبُ بـالـشـحـوبْ

*

سـأكـونُ سـاديَّـاً

فـأضـفـرُ مـن غـصـونِ خـمـائـلِ " الـمـجـتـثِّ " حـبـلاً

أسـتـعـيـنُ بـهِ عـلـى الـذئـبـانِ فـي مـرعـى الـظـبـاءِ

ولاجْـتـثـاثِ الـشـوكِ مـن دربِ الـطـفـولـةِ

والـثـقـيـلِ مـن الـصـخـورِ تـسـدُّ مـجـرى الـنـهـرِ

أفـسـحُ فـي الـمـجـالِ إذا تـغـلَّـقَـتِ الـدروبْ

*

مـنـذ ابـتـكَـرْنـا  لـعـبَـةَ

الـزَّعَـلِ الـكـذوبْ:

 

*

وصَـلاتُـنـا فـي الـعـشـقِ

جـازتْ فـي نـوافـلـهـا  فـروضَ الـمُـسـتَـحَـبِّ

فـأصـبـحـتْ فـرضَ الـوُجُـوبْ

***

 

يحيى السماوي

سيدني 22/7/2020 محتجز فندق : 

amara hotel

room 605

.................

 (*) الدرز : الخياطة الدقيقة المتقاربة / التطريز 

(**) المحصور بين المزدوجات من أسماء بحور الشعر العربي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم