صحيفة المثقف

جنّةٌ مبكّرة

عادل الحنظلإنصـتي إنْ اقُــلْ لِــمـا لا أقــــولُ

بـَعـضُ بـَوحي وإنْ أرَدتُ ثَـقـيـلُ

 

إنــنـي كَـالـنُجُــومِ تَـبـدو كِــثـارا

انّــمـا ضَـؤُها خَـفــيـتٌ ضَــئـيـلُ

 

فأســتَـدلّـي بِـلـَمـعَـةٍ فــي مَداري

عَـلـّها تُـخــبِـرُ الــذي يَسـتَـحـيـلُ

 

ها أنــا عاشـقٌ سَبـًقـتُ إشـتيـاقي

مـثـلَ بـَـرقٍ وَرَعـدُهُ قَــد يَـطـولُ

 

هل كَمِثـلي يَسـتَعذِبُ الحُبَّ شَيخٌ

أم لِـخَــوفــي إذا خَــلـيــتُ أزولُ

 

إحسـبـيني كَـجَـذرِ نَـبـتٍ كَـمـيـنٍ

إنْ جَـرى المـاءُ حَـولهُ يَسـتَطيـلُ

 

وخُذي منْ مُستَضْعَفِ العمرِ حُبّا

فـهـوَ كالخمـرِ طـيبـُها إذْ تَـحُـولُ

              ***

لسـتُ ممّـن إذا رأى الكأسَ ملأى

يَدلُـقُ الـخـمـرَ كـي يُـقالَ اسـتفاقا

 

وكَــذا كُــلّـما جَــفــانـيَ عـِـشـــقٌ

أمـلأ الـكـأسَ لَـوعَــةً واحـتِـراقـا

 

لَـيـتَـني ما أضَـعتُ مــنّي نَـهـارا

أو مَســاءا أسْـتَصعِـبُ الاشـواقـا

 

مُســتَعـيذا مـنَ الهَـوى بالـتَغَــنّي

أنَّ فــي الشَــيـبِ تـوبةً وانـعتاقـا

 

أسـعَـدُ العُـمـرِ أن تَـكونَ حَـبيبــا

يَطـلـبُ الـحُبَّ مَـنهَجـا واعتِناقـا

 

فَـأنا والـهَـوى وسِــحـرُ الـليالي

أُشــبِـهُ الـمـاءَ جــاريا رقـراقــا

 

يَنحَتُ الصَخرَ كي يَراهُ جَـمـيـلا

ومُـــذيـــبٌ بِــــمَــدّهِ الأعــلاقــا

            ***

يَنطقُ الشِعرَ، مَن يَـراكِ، ابتهالا

لـيسَ في الشعرِ روحُهُ إنْ عَداكِ

 

تـَخمُـدُ النـارُ فـي السـقاءِ وتخبـو

واشـــتــعــالي دَوامُــهُ بسِــقــاكِ

 

فَــدعــيــني استَمرئُ العشقَ إنّي

لم أجــدْ مَــولِــدي بِــغَيرِ هَـواكِ

 

عَبَــرَ العُـمرَ نحوَ عَينيكِ شوقي

وســـنيــني تَجَـمـّعَــتْ بـلــقــاكِ

 

إنْ أكُــــنْ وردةَ فـــذاكَ لأنــــي

أعْـبـقُ الـعِــطرَ مِن عَبير لُماكِ

 

في ذراعيكِ صِرتُ شَمسا مُشعّا

أجْــذبُ الأقــمــارَ فــي أفــلاكي

 

جــنّـةُ الــخُــلـدِ للـذي قــامَ يدعو

وخُـــلـــودي أضَـعْــتُـــهُ لـولاكِ

           ***

عادل الحنظل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم