صحيفة المثقف

مِن نَـكَـدٍ إلى رَغَـدٍ

جواد غلومورد الحـدائــق يَــهـوى ان نـكـون معـــــا

لـيُـوسعَ العطـر نـشْــرا فــي المشاويــــــر

 

ولـلبـلابــل هَـــزجٌ حـيــن تـلْــمَـحُــنــــــا

ويرقص الضـوء فــي ألوان تـــنويـــــــر

 

حــتى العصافــيـر لــم تـبْــخل بزغْــردةٍ

ما أجمل اللحن فــي شَـــدو العصافيـــــر

 

كــأنّـــه حُــلـــمٌ أبْــــدى سَـــعــــادتَـــــه

بِـلـقْـــطــةٍ  دوّخَــت كـلّ الــتـصــاويــر

 

يــقُــودنــي المـرَحُ الجـذلان مُــنْــتعشـا

يــؤرجـح الــسعْـــدَ من نـصْـرٍ لتحريـر

 

تــراه يـمـلأ قــلبــي بـهْــجـــة وغِــنـىً

ويــغْــدق الــجــيْــب ثَــرّاً بـالـدنـانــيـر

 

ما أجـمـل الـحـبّ والأمـوال فاجْـتمعــا

كلاهــما ثــروتــي أغــلـى المـقـاديْـــر

 

حتى نسيت خَـواء الجــيْـب في قَــتَري

لــمّا تـناقـصَ صُــغْـرا مـثــل قِـمطيــر

 

ديــونُــها كــسّــرت ظَـهري بمطرقـةٍ

ما زلت أدفـع عـنها مــن فَـواتِـــيْـري

 

وكم حَـويْــت من الخــيـرات أجملهـا

مـتى حللت بِــتـوطيــنٍ وتـهْـجــيْــــر

 

لـكــنــنــي لــم أذق إلاّ مــرارتَــهــا

كما الجهالة  تـؤذي كـل تــفْــكـيـري

 

لــم أنــسَ سالــف أيامـي ولوعتَـهـا

معلّــقـا بـــين تــنــكـيــسٍ وتَــدميــر

 

هي الحــياة رخـاءٌ إثــر مـنْـقَـصــةٍ

سَـئِــمتُها بــين تــقــتــير وتوفـــيــر

 

الحــب يُــطـفئ مـصــباحا بغَــفْــوتــهِ

إذا ذوى بــيــن تــعــتــيْــم وتــنْـويــر

 

حبيـبتي زيت قــنـديلـي اذا عَـتَــمَـت

دنـياي مابين تَــخريْــف الأساطــيْــر

 

تصاغر الحــب بـيـن الناس جلّهـمـو

لـكن حــبِّــي تَــعالى مـثـل تـكــبــيـــر  

 

تــحَــوّل الحـزن حــبّــا شاسعـا أبَـــدا

كــما تــكسّــر قَــيْــدٌ بــعــد تحريــــر

 

هـي الحيــاة كـريــحٍ لا سكون لَـهـــا

نعيشها بـيــن تــخريــب وتَــعْــميـــر

 

فــلا ثــبـات لــديــهـا في أعِــنّــتهـــا

زمامُــها راجــفٌ  يـسعــى لتغيــيــر

 

وخَـطْــوها فــي حِــراك دائــم أبَـــدا

وشكلها بــيــن تكْــويــرٍ وتحـويــــر

 

وما علينا سوى التكييف لو عرجتْ

ونستــقــيــم اذا مــالَــت لِـتسطيـــر

***

جواد غلوم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم