صحيفة المثقف

قراءات نقدية في نص: من سيعرف

التغير الحقيقي يبدأ من هناك

النص: سوران محمد

القراءة: روس أستن


 من سيعرف؟

 كان الجميع سعداء:

طبيب التوليد،

طاقم التمريض

والوالدين…

لكن المولود الجديد

سرعان ما بدء بالبكاء!

***

قراءة ناقدة:

يتناول الشاعر هنا في هذا النص القصير موضوع الانطولوجيا، ويثير الأسئلة بدءا من العنوان ومن أجل الوصول إلی بر الأمان والطمأنينة الروحية، فقد تحير فئة كبيرة من الفلاسفة والنابغون علی مر العصور من سر الحياة والوجود، وهنا يبحث الشاعر مع القراء عن السعادة الحقيقية والخلود، إذ أن الحياة الفانية ذات وجهين زائلين؛ السعادة والتعاسة، وکما يقول المثل الإنجليزي: لحم رجل سم لرجل آخر.

one man’s meat is another man’s poison

صحيح يمكن أن يُفرح المولود الجديد الأبوين وأفراد العائلة، وكما نعرف فإن الإنجاب هو سنة الحياة ودوامة دورة الحياة وإعمار الأرض، لكن هل ما وصل إليه الأمور علی کوکبنا يعتبر إصلاحا وإعمارا؟ ثم من  يعرف ماذا سيكون مصير المولود الجديد مستقبلا، ولو وجهنا سـٶالا جادا لأنفسنا وبدأنا به و قلنا: هلا فكرنا بالطريقة المثلی للتربية وبناء غد مشرق للأجيال القادمة ومستقبل بلداننا؟ أم أن العفوية والاعتباطية سيدة الموقف في حياة الأفراد والمجتمعات؟ وبناء علی  الرد العملي سنجني الثمار المختلفة.

وفي السطر الختام يشعر القاريء المتمعن بأن هنالك جواب غامض  لكل ما سبق، ويشوبه شيء من الحذر والشكوك، ألا وهو رد الفعل الفطري للجنين المولود، علی الأقل و من المنظور الأدبي المجازي نصل لاختيارين؛ هل يعتبر هذا البكاء بكاء السعادة أم الحزن؟ وهكذا يصوغ الشاعر المعان من الأمور اليومية ويجدد أدواته من خلالها کي يغذي بها القصيدة ويكتب البقاء لها بعکس تيار الزوال السريع للموجودات.

 خلاصة ما قد سلف، ستظهر الجوانب الخفية لخطاب النص والتي لم تقال مباشرة، الا و هي التذكرة بمقولة كونفوشيوس: بدلا من ان تلعن الظلام من الافضل أن توقد شمعة .

it's better to light a candle than to curse the darkness

فبالرغم من قصر المقطع الشعري الا انه ينير لنا الاستراتيجية الامثل اذا نود القيام بالتغير الحقيقي، وهي تحتاج الی روح المثابرة والصبر بالعمل الجاد والصحيح علی تربية و توجيه المواليد الجدد وتهيئتهم بشکل مناسب للمستقبل، فيکونوا علی قدر المسٶلية المنوطة علی عاتق کل فرد في المجتمعات المتحضرة، فلو ان کل مرحلة من المآسي أثرت سلبا علی جزء من أنسانية هذا الجيل والذي سبقه، لكننا سنتمكن من تعويض ما فات ببناء جيل جديد متفاءل و منتج، ولا يتم هذا الا بنبذ روح الانانية فينا والتفكير بالاجيال المستقبل.

النص بالانجليزية:

 Who Knows?

All were happy:

The obstetrician

Nurses

Parent…

but the new born baby

started to cry!

المصدر:

  poemhunter.com/poem/who-knows-82

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم