صحيفة المثقف

يا أعراب الانتداب على الأبواب

ضياء محسن الاسديأن الأحداث العصيبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وبالخصوص الدول العربية في مشرقها ومغربها عام (2020) ميلادية خطيرة المنحنى وفيها كثيرا من التقلبات السياسية والأمنية شهدت خلالها صراعات دامية أودت بحياة الآلاف من الضحايا الأبرياء وما زالت التوترات قائمة على قدم وساق تتلاعب بها أيادي خفية تُقاد من الخارج معروفة في مضمونها ومتغيرة في شكلها كل حين وزمان والخوف من القادم وما يحمله من أحداث جسيمة تملئ جعبتها في منطقة أهلكتها الصراعات الداخلية والحروب الأهلية والصراعات على المصالح البعيدة عن الأمن القومي العربي ووحدة الإسلام وشعبه وتقطعت أوصالهم وتشرذم ونخرت الحروب أجسادهم وأصبحت أراضيهم مسرحا ومرتعا خصبا لصراع وكسر الإرادات السياسية مما أهلها أن تكون طعاما شهيا يسيل لعاب القوى الاستعمارية المتربصة بهم وبمقدراتهم وثرواتهم لتلبية مصالحهم .

لذا نرى في الأفق الكثير من التطورات الخطيرة جدا وتحولات سياسية وتغيير جغرافي لرسم خارطة الشرق الأوسط بشكله الجديد بقيادة كل من فرنسا – أمريكا – بريطانيا على ضوء الأحداث الجارية الآن وبحسب ما تجده هذه الدول من مناطق رخوة يسهل اقتحامها وتنفيذ برامجها لضعف هذه الدول العربية كالعراق – وسوريا –ولبنان - واليمن – وليبيا واشتعال نيران مواقد الحروب والصراعات السياسية على قدم وساق يقابلها غض الطرف عنها من قبل الدول الساعية والمخططة لمشاريع التقسيم المناطقي الجديد وعندما نقلب الأحداث في سوريا وهذا الهدوء الحذر والفتور في الحرب التي كانت مستعرة بعد التضحيات والدماء التي أريقت على أرض هذا البلد وبقاء السلطة على الهرم الدولة وكأن شيئا لم يكن نشم رائحة ولمسة القرار السياسي الأمريكي فيه بالتعاون مع المحرك السعودي الخليجي الذي كان له التأثير الواضح في الصراع الدائر في سوريا فأن هذا الهدوء كأنه يصب في مصلحة الأمريكان ودول الغرب وكذلك المشهد في العراق من خلال تربع أسياد القرار في الحكومة العراقية برئاساتها الثلاثة لا يخرج من عباءة الحكومة البريطانية وانتماءهم الثانوي لها وأصابعها الخفية ودورها كلاعب رئيسي في تحريك عجلة الأحداث في العراق وكذلك ما ظهر على السطح في الآونة الأخيرة في بيروت وفاجعة التفجير وتدخل المباشر من الحكومة الفرنسية والاهتمام الصريح في مستقبل لبنان تحت مسمى مد العون والمساعدة وحرصها المفاجئ على وحدة لبنان وشعبه وكذلك الصراع اليمني الذي لن تظهر ملامحه لحد الآن والتسويات الأخيرة في المشهد السياسي الغربي والنظام السعودي الإماراتي والأيام القادمة سوف تكشف خيوط اللعبة ولا تفوتنا ليبيا بعد ما اختلطت الأوراق فيه وأصبح المشهد السياسي معقد ومربك والصراع على أشده بين المتصارعين كل ذلك من وراءه أجندات استعمارية بأسلوب جديد ولاعبين جدد .

فمشروع التقسيم الحديث على غرار معاهدة (سايكس – بيكو) السيئة الصيت والتي ما زالت الدول العربية تعاني من آثارها السلبية ونحن نرى بوادرها تلوح في الأفق وقد تندرج ضمن أحداث عام (2021) ميلادية تستتر وراء هذا الصمت الذي يلف تحركات القوى الغربية المتنفذة في مقدرات العالم لتدوير عجلة اقتصادها وسياستها الجديدة وحسب ما تقتضيه مصالحها فأن العمل الصامت الخفي المريب يُطبخ على نار هادئة يثير الريبة والشك والتأويل لدى الكثير من المراقبين ثاقبي النظر حيث يذهبون باتجاه وجود مشروع تقسيم جديد في المنطقة العربية لا تُحمد عقباه وسيكون قريبا لأن ملامحه قد بانت على أرض الواقع .

لذا نرى أن هذه الدول تعمل على أضعاف هذه الدول العربية المذكورة آنفا وتمهيدها لهذا المشروع والشيء المحزن المبكي أن أصحاب القرار السياسي للدول العربية بعيدين عن هذه الأحداث ومجرياتها وما هي التدابير التي رصدوها لهذا الأمر الخطير ومتى يستفيقون من سباتهم ورقادهم وقوى الاستعمار تتلقف مصالحهم ومقدراتهم وثرواتهم وتدمير شعوبهم كالكرة بين أقدام الأطفال فليعلموا الأعراب أن الانتداب على الأبواب وستعاد ويلات القرن الماضي ثانية وستكون الشعوب العربية هي وقودها من جديد.

 

ضياء محسن الاسدي 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم