صحيفة المثقف

هل يجد كل من الكاظمي وصالح ما يبحثان عنه معا؟

عماد علييبدو انه لاول مرة تتوافق وتتساوى مواقف ومواقع وثقل رئيس الوزراء العراقي ورئيس الجمهورية من حيث توجهاتهما وسندهما وثقلهما وعلى الاقرب من يقف ورائهما ويتولى امرهما وينصهما. لذلك يبحثان عن ماوراء هذه المرحلة وما يجب عليهما عمله لضمان بقائهما او يواجهان غروب شمس عملهما السياسي نهائيا ان لم يجدا المنفذ الامين والمنقذ من اجل بقائهما، لانهما على اليقين بانهما لم تبق الفرصة لترشيحهما مرة اخرى بعد الانتخبات ان لم يجدا كتلة او قوة اوكتلة سياسية او حزب سواء يكون لكل منهما او معا لترشيحهما. فالكاظمي لم يجد من يدعمه هكذا كما حصل نتيجة عدم تكرار الظروف التي رافقت استقالة رئيس الوزراء السابق السيد عادل عبد المهدي وما حدثت من التظاهرات الكبيرة وسهلت امره او بالاحرى الظروف الذاتية العراقية الداخلية مع التوافق مع الظروف الموضوعية هي التي رفعت سهم الكاظمي ورفعه على العرش. اما برهم صالح فانه يعلم جيدا بان تركه لحزبه الذي اسسه بعد انشقاقه من الاتحاد الوطني الكوردستاني وعودته مذلولا اليه فقط للحصول على ترشيحه لمنصب الرئاسة وخسارته لسمعته السياسية ومكانته بعد تلك التصريحات النارية ضد الحزب الذي انشق عنه وعاد فيما بعد اليه وهو الذي تشدق بحزبه الجديد وتحايل على الكثير من الكوادر التي رافقته ومن ثم تركهم في نصف الطريق بعدما اصابته خيبة امل نتيجة خسارته في انتخابات البرلمان الكوردستاني، وهو يعلم ان نسبة حظه ضئيل في اعادة ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية مرة اخرى بعدما خيب ظنه حزبه لعدم انتخابه امينا عاما لحزبه الذي انشق منه وعاد اليه نتيجة لما وعدوه من قبل. فاليوم لم يبق امامه الا التحالف مع من يشبهه بالكمال والتمام او نسبيا من حيث نسبة اعادة ترشيحهما للمنصبين المتنفذين في العراق.

من المعلوم بانهما يبحثان اليوم في تاسيس قائمة مشتركة بينهما ليس لشيء سوى انهما يمكن ان نجحا عن طريقها في هدفهما ويعيدان الكرة في اعتلاء المنصبين. وهذا ما يمكن ان تدعمه القوى الخارجية التي لها المصلحة في بقاء العراق على حاله.

اي ان الرجلين قبل التفكير في اصلاح حال العراق كما يدعيان فانهما بحركاتهما البهلوانية الاعلامية سواء في العراق او في كوردستان وما يفعلانه على امل تجسيد ارضية لتحقيق مهامهما مهما كانت على حساب المواطن ومن اجل الحصول على النسبة التي يمكن ان ينجحا في تنجقيق هدفهما الوحيد ليس الا.

ان كانت قائمتهما شاملة ومتكاملة وعراقية بعيدة عن المحاصصة كما يدعيان فان حظ الاثنين ضعيف جدا في اقليم كوردستان وان كان للكاظمي ربما تكون لديه نسبة جيدة من احتمال حصوله على الاصوات في وسط وجنوب العراق، فان برهم صالح يامل ان يتكا عليه في مرامه كما حصلت النائبة اكوردية الا الطالياني على اصوات مكنتها من الفوز باي شكل كان بمقعدها في البرلمان العراقي على حساب قائمة عربية وشعب بغداد بعدما تاكدت من عدم ترشيحها من قبل حزبها وانتهت هي ايضا سياسيا وسقطت وهي قضت على نفسها.

اليوم وبعد تسرب الاخبار المؤكدة من العمل سرا لكل منهما ومن يتبعهما في هذا التوجه، اي تعاون الكاظمي وبرهم بعيدا عن الاعلام وفي ثنايا واروقة الفنادق والمقرات والاتصال بالسياسين القدماء المنشقين او المستقيلين من احزابهم او من الاصدقاء والاقرباء والعشائر عسى ان يفيدونهم كما نرى في كوردستان. فهل ينجحان في امرهما؟

لابد ان نشير الى عدة عوامل اساسية لعدم قناعتنا بانهما وان نكن واقعيين اكثر نخص صالح فقط يتمكن من نجاحه وربما يضر بالكاظمي ايضا في المدى القريب والبعيد.

* انشقاق برهم صالح من الاتحاد وتاسيسه حزب واعلانه عن استحالة عودته وهو يتكلم بشكل علني وببذائة ايضا عن من يتراجع عن خطواته التي اتخذها، ولم يمر يوم وتراجع بنفسه رغم السب والشتم لمن يتراجع فقط لمجرد اخذه لوعد ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية والامين العام للاتحاد الوطني، ولكنهمرمرروا عليه تلك الحيلة بمنصبه الوحيد فقط ولمدة اربع سنوات فقط ولم يلتفتوا اليه في مؤتمرهم الاخير ولم يقربوه من المنصب الموعود به ايضا. وعليه فانه ليس بمكانة ان يحصل على اصوات يمكن ان تعيد له ما تمكنه ان يترشح مرةاخرى في بغداد الا اللهم ان نجح مع الكاظمي في جنوب ووسط العراق وهذا صعب نتيجة المعادلة السياسية والواقع الاجتماعي السياسي المعلوم في العراق.

*فان نسبة الاشتراك في الانتخابات القادمة ستكون ضئيلة بشكل لم يسبق لها مثيل بعدما تاكد حتى الطفل العراقي بان من يعد ويقسم على العمل من اجله بعد الانتخابات لم يف بوعوده، وعليه فان الاحزاب الاسلامية الموجودة على الساحة وبتنظيماتهم الثابتة سيفوزون مرة اخرى مهما كانت الاراء مختلفة بعد التظاهرات الاخيرة، وان ايام الانتخابات ليست كقبلها وسنرى.

* الواقع الاحتماعي العشائري والذي يضم النسبة الاكبر من المنتخبين سيدفع لمن له الامكانية المادية الاكثر والايديولوجية الملائمة لتلك العقليات المسيطرة عليهم. اما الرهان على الشعب الكوردستاني من قبلهما فهو كالرهان على الخيل الخاسر منذ الان.

* القوى التي دعمت برهم - الكاظمي من قبل علموا بانهما تلاعبا وتعددت اوجههما ولم يكونا كما كان الاسبقون، وعليه التراجع في دعمهم وعلى الاقل لصالح دون الكاظمي لامر واضح ومؤكد.

* اننا على يقين بان الكاظمي وصالح يعملان بجد واصرار على ما يخططان له الان دون الالتفات الى ما يهم الشعب بشكل حقيقي وبعيد عن التظاهر والترويج الاعلامي، وهما ينكشفان امام الجميع ولن يكون طريق نجاحهما سهلا .

فاننا نصل الى نهاية المعادلة التي تفرض نفسها خلال اشهر، وان المخططات ستلقى حواجز وعقبات على ارض الواقع ولن يبق موقف وراي الداعمين الخارجيين شرقا وغربا ثابتا وهذا ما يعطي احتمالات مختلفة لنسبة نجاحهما في النهاية.

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم