صحيفة المثقف

بَيدرٌ من قُبُلات

احمد الحليتختلسُ نسائمُ الصبحِ

نظَراتٍ ولهى

إلى ضفيرتيكِ

المَخبوءتينِ خلفَ حِجابٍ

ظنّاً منها

أنهما سنبلتان

 

كلّ الثرَوات

تتلاشى وتتبدد

إلا ثروةَ الوفاءِ

تمنحُ قلبَ صاحبِها

شباباً لا ينفد

 

تعوّدتُ كلّما

وجدتُ نفسي

أرسِفُ في براثنِ

الهمّ والأسى

أن أستدعيَ طيورَكِ

فتأتي مسرعةً

وتنتشلني مما أنا فيه

وتحلّق بي عاليا

 

أمدّ يدي إليكِ

وأعلمُ ما ينتظرُني

وهل يَجهلُ

مَن يمدّ إلى خليّةِ نحلٍ يداً

ما ينتظرُهْ ؟

 

مثلما تنضجُ ثمارٌ كثيرة

على غصونِ الأشجارِ

وتسقطُ من دون

أن تمتدَّ يدٌ  لتقطفَها

كذلك تنضجُ قُبُلاتٌ لا تُحصى

على شِفاهٍ أضرّ بها

طولُ انتظارٍ فتضيعُ هباء

 

سأحذفُ حروفَ العِلّةِ من لُغتي

وأستبعِدُ الأفعالَ الناقصةَ

والمَبنيَّ للمجهولِ

وأتتبّعُ الضمائرَ المنفصلةَ

بالشطبِ مستبقِياً منها أنت

لن تذهبَ سُدىً

قُبُلاتُنا بعدَ الفراقِ

كلّ قبلةٍ ستغدو بذرةً

وكلّ بذرةٍ

ستُعطي غَلّتَها بيدر

***

أحمد الحلي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم